الرئيس الكوبي: ‘واشنطن’ تدعم همجية ‘إسرائيل’

0 26

أكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، في حديثه قائلا:”إن الكارثة الإنسانية المروعة التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم، هي في ظل نظام أبارتهايد جديد من الفصل العنصري يجرده من حقوقها الحقّة.

واستعار دياز كانيل، كلامه من خطاب تاريخي القاه “فيديل كاسترو”،أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة،قبل 63 عاما،حيث قال” أن “الحروب نشأت منذ أن نشأت البشرية، بصورة أساسية، لسبب واحد، هو رغبة البعض في تجريد الآخرين من حقوقهم وثرواتهم، لتختفِ فلسفة النهب والحرب والمستعمرات، وليختفِ استغلال الاحتكارات الكبرى للدول، وحينذاك فقط ستكون الإنسانية بلغت مرحلة حقيقية من التقدم”.

وأكد كانيل” أن هذه الفكرة الواسعة والعميقة المنبعثة في كلام كاسترو هي “تلخص سبب ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من أهوال”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني اليوم “محاصَر في ظل نظام أبارتهايد جديد من الفصل العنصري، على قطعة صغيرة من الأرض”.

وأعرب الرئيس الكوبي عن اعتقاده أنّ “فلسفة تجريد الآخر من حقه هي التي تتسبب اليوم بكارثة إنسانية ذات أبعاد مروعة”، موضحا أن الشعب الفلسطيني “هو الذي يتلقى القنابل اليوم”.

وأورد كانيل، في حديثه، أعداد الشهداء الفلسطينيين، متحدثاً عن ثلاثة آلاف طفل، بالإضافة إلى 1700 امرأة، ارتقوا جميعاً نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة، وأنّ كل ذلك حدث في الأسابيع الأخيرة، في حين لا يزال الآلاف محاصَرين تحت الأنقاض في انتظار المسعفين. وأشار إلى أنّه تمّ تدمير أكثر من 40% من منازل قطاع غزّة، وأنّ المستشفيات فيه تحوّلت إلى “براداتٍ للجثث”.

وأعرب الرئيس الكوبي عن إدانة بلاده، بأشدّ العبارات، قصف السكان الآمنين في غزّة، ورفضها تدمير منازلهم ومستشفياتهم والبنى التحتية المدنية في القطاع.

وشدّد كانيل على عدم قبول أي “سخطٍ انتقائي يسعى لتجاهل خطر الإبادة الجماعية التي تُمارس اليوم ضدّ الفلسطينيين، وإظهار الجانب الإسرائيلي كأنّه الضحية”، مطالباً بعدم تجاهل 75 عاماً من العدوان والاحتلال والانتهاكات والإقصاء، التي تُمارس تجاه الفلسطينيين.

ولفت إلى أنّه لا يوجد شيء يمكن أن “يبرر ما يفعله جيش الاحتلال في غزّة، أو أن يبرر الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي التي يرتكبها”.

وبينما أشار كانيل إلى أنّ كيان الاحتلال ينتهك جميع قرارات الأمم المتحدة، وكل الالتزامات كقوة احتلال منصوص عليها في اتفاقية جنيف الرابعة، لفت إلى أنّه “لم يتمكن مجلس الأمن من دعوة إسرائيل إلى وقف المذبحة المستمرة، بحيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)”.

وحمّل الرئيس الكوبي كل من يُعارض وقف العدوان على قطاع غزّة المسؤولية بشأن ما سيترتب على العدوان من عواقب وخيمة، قائلاً” “إنّ أولئك الذين يعارضون اليوم وقف العنف في غزة، ويرفضون عدّه مسألةً ذات أولويةٍ قصوى، سوف يتحملون مسؤولية العواقب الوخيمة التي ستترتب على ذلك”.

ورأى الرئيس الكوبي أنّ “الحل الشامل والعادل والدائم للصراع يتطلب حتماً الممارسة الحقيقية لحقوق الشعب الفلسطيني، غير القابلة للتصرف في تقرير المصير، وبناء دولته المستقلة وذات السيادة”.

وأوضح أنّ مجموعةً من الدول، بما فيها بلاده، اقترحت على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرارٍ، جرت الموافقة عليه مؤخّراً، يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليةٍ عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين، ويرفض تهجير المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ويهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة.

وشدّد الرئيس الكوبي على أنّ “كل لحظة تمر من التقاعس والسلبية ستكلف خسارة مزيدٍ من الأرواح البريئة”، مُطالباً بوجوب التحرك الفوري لمنع تفاقم الأوضاع.

يُشار إلى أنه قبل أيام، صرّح وزير خارجية كوبا، برونو رودريغيز، بأن دعم واشنطن لـ”إسرائيل” وإفلاتها من العقاب، شجعاها على الاستمرار في المجازر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد 46 قرارا في مجلس الأمن، تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.