تواصل الاحتجاجات لليلة الخامسة في ضواحي العاصمة باريس
تواصلت لليلة الخامسة الاحتجاجات على مقتل القاصر نائل برصاص شرطي يوم الثلاثاء الماضي في ضواحي العاصمة باريس.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت مبكر صباح الأحد أنه جرى توقيف 719 شخصاً، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات إلى نحو ألفين، فيما كانت الشرطة قد نشرت 45 ألفاً من أفرادها في أنحاء فرنسا.
وجرى تعزيز الأمن في 3 مدن رئيسية هي باريس وليون ومارسيليا. كما أرجأ الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة كانت مقررة الأحد لألمانيا للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكومته منذ احتجاجات “السترات الصفر”.
وأُفيد بتسجيل حوادث في “الشانزليزيه” في باريس، وفي مرسيليا (جنوب) حيث أوقِف 56 شخصاً، وفي ليون (وسط شرق) حيث أوقِف 21 شخصاً، استنادا إلى حصيلة موقتة.
وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.
وفي العاصمة، نشرت قوة كبيرة من عناصر إنفاذ القانون على طول جادة “الشانزليزيه”، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الجمعة دعوات إلى التجمع.
وعلى طول الجادة، جالت مجموعات من الشباب الذين ارتدوا ملابس سوداً تحت أنظار الشرطة أمام المتاجر.
وعند نحو الساعة 1:30 (23:30 بتوقيت غرينتش)، كانت الشرطة تعمل على إخلاء آخر المجموعات المتبقية.
كما أفادت وسائل الإعلام عن اعتقالات في مارسيليا وتولوز وسط انتشار أمني كثيف، مشيراً كذلك إلى اعتقال نحو 20 شاباً كانوا متوجهين للمشاركة في الاحتجاج في الشانزيليزيه.
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على المظاهرات وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وستزيد الاضطرابات الضغط السياسي على الرئيس ماكرون إذ تمثل ضربة لصورة فرنسا على الصعيد العالمي قبل عام واحد من استضافة الألعاب الأولمبية.
وعلّق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على المواجهات المستمرة بين المحتجين والشرطة في مختلف المدن الفرنسية، أمس قائلاً: “قرّرنا اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الممتلكات والمواطنين”.
ومن جهة أخرى، أصبح تأثير أعمال الشغب في السياحة في باريس كارثياً بالفعل، ويضاف إلى ذلك الخسائر الهائلة والناجمة عن العنف، والتي يصعب تقديرها راهناً، بسبب تواصل أعمال العنف.
وتوعد وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: “أقول للمحرضين في وسائل التواصل إننا سنصل إليكم”.
وفي ظل استمرار الاضطرابات، أقيمت مراسم جنازة الفتى نائل المرزوقي السبت، وشيّع جثمانه مئات الأشخاص من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا في إثر مقتل القاصر نائل ذي الـ17 عاماً بنيران الشرطة الفرنسية خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غربي باريس. وقالت الشرطة إنه “كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء”، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.
وعقب ذلك، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل، بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل الفتى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا أحداثاً كهذه، إذ كانت مسرحاً لأعمال عنف في مختلف المدن بسبب مقتل شبان يتحدّرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول أفريقية أخرى خلال عمليات تدخّل للشرطة.