إسلام أباد تغري واشنطن بمعادنها الثمينة أملاً في انتعاشة

0 35

صرح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال كلمته في مؤتمر الاستثمار أن الموارد المعدنية في باكستان مفتاح لإنعاش الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن الثروة المعدنية التي تمتلكها البلاد تبلغ قيمتها “تريليونات الدولارات”، وهو ما قد يحرر الاقتصاد من الاعتماد على عمليات الإنقاذ العالمية المتكررة.

انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، ومع رحيل آخر أفراد القوات الأميركية من كابول، إذ رحلت المصالح الأميركية من المنطقة وفقدت الجارة باكستان بين عشية وضحاها أهميتها الجيوسياسية لدى الولايات المتحدة وحلفائها التي كانت تمثل شريان الحياة للنفوذ والاقتصاد الباكستاني.

ومنذ ذلك الحين تحاول إسلام آباد الوقوف على أقدامها واستخدام الوسائل المحلية لإنعاش اقتصادها بدلاً من الاعتماد على المساعدات الخارجية، لكن من دون أن تفقد الأمل في جذب انتباه القوى العظمى التي تأمل باكستان أنها ستحل مشكلاتها مثل العصا السحرية، وتخلصها من ثقل الإصلاح الاقتصادي والتعامل مع الجماعات الإرهابية.

ويبدو أن أمل المسؤولين الباكستانيين قد يتحقق الآن مع اهتمام الإدارة الأميركية الجديدة بالثروات المعدنية في باكستان، وتعد الزيارة الأخيرة للوفد الأميركي الذي ترأسه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون جنوب ووسط آسيا إريك ماير للمشاركة في منتدى الاستثمار المعدني في باكستان خطوة مهمة في إذابة الجليد القائم منذ فترة طويلة بين باكستان والولايات المتحدة.

وخلال إقامته التي استمرت يومين، التقى الوفد الأميركي مع كبار القادة المدنيين والعسكريين في باكستان في أول اتصال رسمي رفيع المستوى بين البلدين منذ عودة الرئيس ترمب للبيت الأبيض هذا العام، وتركزت المحادثات على تعزيز المصالح التجارية الأميركية وتعميق العلاقات الاقتصادية مع باكستان، مع التأكيد أيضاً لأهمية استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وأبدت الولايات المتحدة اهتمامها بصورة خاصة في المعادن الباكستانية، إذ تتمتع الدولة ببعض أكبر احتياطات المعادن في العالم، وتسعى الحكومة جاهدة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع.

مؤتمر الاستثمار
شاركت دول عدة بما فيها الولايات المتحدة في مؤتمر الاستثمار الذي عقد في إسلام آباد أخيراً لاستكشاف فرص الاستثمار في باكستان، وأبدى عدد من الشركات الأميركية خلال المؤتمر الاهتمام بقطاع المعادن الناشئ للاستفادة من الإمكانات المعدنية الهائلة التي تتمتع بها البلاد. وكان مشاركة 300 مندوب أجنبي في المؤتمر مشجعاً للآمال الباكستانية في جذب الاستثمار الأجنبي في قطاع المعادن، الذي لم يتطور بسبب نقص الموارد المالية وعدم وجود التقنيات الحديثة.

من جانبه صرح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال كلمته في مؤتمر الاستثمار أن الموارد المعدنية في باكستان مفتاح لإنعاش الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن الثروة المعدنية التي تمتلكها البلاد تبلغ قيمتها “تريليونات الدولارات” وهو ما قد يحرر الاقتصاد من الاعتماد على عمليات الإنقاذ العالمية المتكررة، كما تحدث شريف عن اكتشاف كميات كبيرة من الهيدروكربونات والذهب والنحاس في السنوات الأخيرة.

قانون استخراج المعادن يثير الجدل
يتبع قطاع المعادن الحكومات الإقليمية بحسب النظام الفيدرالي في باكستان، والجهة المخولة لرسم السياسات حول طريقة استخراج المعادن وجذب المستثمرين وتحديد حقوق الجهات المحلية والأجنبية في عملية الاستخراج هي حكومة الإقليم الذي يقع فيه المنجم، لكن اهتمام الحكومة المركزية بتشجيع قطاع المعادن خلال الفترة الأخيرة أثار المخاوف في الأقاليم حول تدخل مؤسسات الحكومة المركزية في الشؤون الخاصة بالإقليم، بخاصة أن اللجنة التي تشرف على الاستثمارات حالياً يترأسها قائد الجيش الباكستاني، مما يعني أن المؤسسة العسكرية هي التي تتحكم باللجنة وتأخذ القرارات وليست الحكومة المدنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.