تركيا وباكستان.. رؤية لرفع التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار

0 48

قال رئيس مجلس الأعمال التركي الباكستاني في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، أتيلا دمير يرلي قايا، إن تركيا تُعد من أكبر المستثمرين الأجانب في باكستان، حيث تجاوزت استثماراتها المباشرة فيها مليار دولار.

وفي مقابلة مع الأناضول، أفاد يرلي قايا بأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى باكستان، تعكس عمق العلاقات التاريخية، والجذور الثقافية والاقتصادية المتينة التي تجمع البلدين.

ومنذ الاثنين يجري الرئيس أردوغان جولة آسيوية، استهلها بزيارة إلى ماليزيا، ثم اندونيسيا، ويختتمها في باكستان التي وصلها مساء الأربعاء.

وأضاف يرلي قايا: “هدفنا إيصال حجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار، ونواصل بناء الجسور بين عالمي الأعمال التركي والباكستاني لتحقيق الهدف”.

وأشار إلى أن تركيا وباكستان تربطهما علاقات أخوية متينة منذ سنوات، ويتشاركان رؤية مشتركة لتحقيق الرفاهية والاستقرار وتعزيز التعاون الاقتصادي.

كما أوضح يرلي قايا أن منتديات الأعمال التركية الباكستانية، واجتماعات التشبيك والموائد المستديرة، تُعدُّ منصاتٍ قيمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

** شراكة استراتيجية
ولافتا إلى أهمية مشاركة رجال أعمال البلدين في فعاليات وأنشطة مجلس الأعمال التركي الباكستاني، قال إن المجلس يحرص على تنظيم الفعاليات التي تجمع رجال الأعمال من الدولتين، بما في ذلك اجتماعات الأعمال الثنائية بحضور كبار القادة والوزراء.

وأوضح أن أحد الأهداف الرئيسية للمجلس هو إقناع الشركات التركية بأن باكستان ليست مجرد سوق، بل شريك استراتيجي للنمو طويل الأمد، والعمل وفق هذه الرؤية المستقبلية.

وأكد يرلي قايا أن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين تركيا وباكستان يبدو واعدًا، مشيرًا إلى أن زيادة حجم التجارة والاستثمارات والمشاريع المشتركة ستؤدي إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.

وأضاف: “لن يكون مفاجئًا أن نشهد نموًا متسارعًا في قطاعات البنية التحتية، والتعدين، والطاقة، والدفاع، والزراعة في الفترة المقبلة”.

كما أشار إلى وجود فرص تعاون في قطاعات الصحة، والخدمات الطبية، والصناعات الدوائية، والتكنولوجيا، والبرمجيات، وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أن مجلس الأعمال المشترك بين البلدين يهدف إلى تنظيم زيارات متبادلة بين الوفود من تركيا وباكستان في هذه المجالات أيضًا.

ومع تجاوز قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة مليار دولار، تظل تركيا، وفق يرلي قايا، واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في باكستان.

وأردف: “هدفنا هو الوصول بحجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار، ونحن مستمرون في بناء الجسور بين عالم الأعمال التركي والباكستاني لتحقيق هذا الهدف”.

** مزايا جيوستراتيجية
وأكد يرلي قايا أن الموقع الاستراتيجي لباكستان يؤهلها لتكون أحد أهم ممرات التجارة والطاقة والنقل في آسيا، مبينا أنها بوابةً تربط بين دول آسيا الوسطى الغنية بالطاقة ودول الخليج ذات الموارد المالية القوية، وأسواق الشرق الأقصى المتقدمة اقتصاديًا، مما يمنحها إمكانات استثمارية كبيرة.

وأوضح أن المزايا الجيوستراتيجية تجعل من باكستان سوقًا استثماريًا ذا إمكانيات هائلة.

وتابع: “تضم باكستان شريحة سكانية شابة، حيث أن 55 بالمئة من سكانها هم من الفئة العمرية دون 19 عامًا، كما تتمتع بنمو متسارع للطبقة الوسطى، إلى جانب وجود قوة عاملة متعلمة، ومجتهدة، وتتقن اللغة الإنجليزية”.

وذكر يرلي قايا أن الاقتصاد الباكستاني أظهر قدرة على الصمود أمام الأزمات العالمية، متفوقًا في الأداء على العديد من دول المنطقة، مشيرًا إلى أن سياسات تسهيل الاستثمار، والخصخصة، وإلغاء القيود التنظيمية، من العوامل الرئيسية التي تجذب المستثمرين.

وأوضح أن “قانون المناطق الاقتصادية الخاصة” يساهم في جعل باكستان وجهة استثمارية أكثر جاذبية، ويوفّر للمستثمرين البنية التحتية والحوافز والخدمات التي تسهل عمليات الاستثمار، مما يزيد من كفاءة الإنتاج ويقلل من تكاليف ممارسة الأعمال التجارية.

** فرص استثمارية
وأشار يرلي قايا إلى أن باكستان تمتلك سوقًا محليًا متناميًا وفرصًا تصديرية واعدة في قطاعات الزراعة المؤسسية، وإنتاج الفواكه والخضروات، والثروة الحيوانية.

وأوضح أن قطاع الخدمات اللوجستية لسلسلة التبريد والتقنيات الزراعية، وتصدير اللحوم الحلال، تحمل إمكانيات كبيرة لتحقيق عوائد مرتفعة.

كما لفت إلى أن باكستان تضم أكثر من 600 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات، ونحو 300 ألف من العاملين المستقلين في المجال الرقمي، ما يعزز من بيئة تكنولوجية سريعة النمو.

وأضاف: “هناك فرص استثمارية في قطاعات تطوير البرمجيات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والتجارة الإلكترونية، ومن خلال المناطق الاقتصادية الخاصة، يمكن تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات”.

وعن مشاريع الطاقة المتجددة، أكد يرلي قايا أن باكستان توفر فرصًا مهمة في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مشيرًا إلى أنه يمكن الاستثمار في تطوير البنية التحتية لقطاعي النقل والخدمات اللوجستية، مما يعزز موقع باكستان كمركز تجاري إقليمي.

وأكد أن قطاعات السيارات، والمنسوجات، والسلع الاستهلاكية السريعة التداول، توفر فرصًا استثمارية واعدة في باكستان.

ولفت إلى أن باكستان تمتلك احتياطات ضخمة من المعادن الثمينة مثل النحاس والذهب والكروم، مؤكدًا أن الاستثمار في تكنولوجيا التعدين ومعالجة المعادن يمكن أن يسهم في استغلال الإمكانيات الكاملة لهذا القطاع.

** شركات تركية
وذكر يرلي قايا أن الشركات التركية تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لباكستان، حيث قامت على مدار سنوات طويلة بتنفيذ استثمارات ناجحة في مختلف القطاعات.

وأشار إلى أن الشركات التركية تنشط في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والتصنيع، والسلع الاستهلاكية السريعة التداول داخل باكستان، وتواصل إدارة استثماراتها بفعالية كبيرة.

وزاد: “هذا الواقع يعكس السياسات المرنة في الاستثمار، التي تنتهجها باكستان، كما يُبرز حجم الفرص الاستثمارية المتاحة أمام مجتمع الأعمال التركي”.

يرلي قايا لفت إلى أن الشركات التركية تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير البنية التحتية لباكستان، موضحًا أن الشركات التركية توفر خدمات الهندسة والتعهدات في المشاريع الكبرى التي تنفذها هيئة تطوير المياه والطاقة الباكستانية والهيئة الوطنية للطرق السريعة.

واسترسل: “تشمل هذه المشاريع الضخمة كلاً من سد ديامر باشا ومحطة توليد الكهرباء وسد داسو ومحطة توليد الكهرباء، إلى جانب مجموعة من الطرق السريعة من بينها طريق هافيليان- ثاكوت السريع، وهو أكبر الاستثمارات في قطاع البنية التحتية بباكستان”.

كما أكد على أن مجلس الأعمال التركي الباكستاني ملتزم بتعزيز التعاون الاقتصادي، وتشجيع الشراكات التجارية، ودعم السياسات التي توفر بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.