طائرة JF-17 PFX الشبحية، فصل جديد في تطوير المقاتلات الباكستانية والصينية

0 48

كان تطوير المقاتلة JF-17 من قبل باكستان، بالتعاون مع الصين، بمثابة معلم مهم في تطور القدرات الدفاعية للبلاد. أدى هذا المشروع المشترك بين المجمع الباكستاني للملاحة الجوية (PAC) وشركة صناعة الطائرات في تشنغدو الصينية (CAC) إلى إنشاء JF-17 Thunder، وهي طائرة مقاتلة متقدمة وخفيفة الوزن ومتعددة الاستخدامات مصممة لتلبية الاحتياجات التشغيلية للقوات الجوية الباكستانية (PAF).

نشأ برنامج JF-17، الذي بدأ في أواخر التسعينيات، من الحاجة الملحة لباكستان لتحديث أسطولها القديم من المقاتلات، والذي يتكون في المقام الأول من نماذج قديمة مثل Chengdu F-7 و Dassault Mirage III.

صُممت JF-17 Thunder كطائرة متعددة الأدوار قادرة على تنفيذ مهام جو-جو وجو-أرض، مما يوفر حلاً اقتصاديًا لاحتياجات الدفاع الباكستانية. كان تطوير الطائرة، الذي قامت به شركة CAC بشكل أساسي مع مساهمة بنسبة 25٪ من PAC، يعتمد على التصميمات الصينية السابقة، ولا سيما مشروع Super-7، الذي تم التخلي عنه بعد أحداث ميدان السلام السماوي في عام 1989. وعلى الرغم من التأخيرات الأولية، فقد أقلعت أول طائرة نموذجية من طراز JF-17 في أغسطس 2003، وفي عام 2007، تم دمج الطائرة رسميًا في القوات الجوية الباكستانية.

تتميز طائرة JF-17 Thunder بتصميمها أحادي المحرك، ومجهزة بمحرك Klimov RD-93، مما يمنح الطائرة نسبة دفع إلى وزن مواتية للأداء السريع في كل من الأدوار جو-جو وجو-أرض. يشمل تسليح الطائرة مدفع GSh-23 عيار 23 ملم والقدرة على حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الصينية PL-5 وPL-9 وPL-12، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للسفن مثل C-802AK. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز JF-17 برادار KLJ-7، مما يمكنها من التعامل مع الأهداف على مسافات مختلفة وفي بيئات مختلفة.
باكستان توصلت إلى اتفاق مع بغداد بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي لتزويد العراق بـ 12 وحدة من طائرات التدريب MFI Mushshak والطائرات المقاتلة JF-17.
باكستان تتوصل إلى اتفاق مع بغداد بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي لتزويد العراق بـ 12 طائرة تدريب MFI Mushshak وطائرات JF-17

على مر السنين، خضعت JF-17 لعدة ترقيات، مما أدى إلى ظهور نسخ مختلفة، مثل بلوك-I وبلوك-II وبلوك-III الأكثر تقدمًا. شهدت هذه الترقيات تحسينات في الإلكترونيات والرادارات وقدرات الأسلحة، حيث تتميز النسخة الأحدث بلوك-III برادار نشط AESA والقدرة على حمل صواريخ خارج مدى الرؤية (BVR). وعلى الرغم من هذه التطورات، واجهت JF-17 تحديات، بما في ذلك القيود المفروضة على المدى التشغيلي وسعة الحمولة مقارنة بالمقاتلات الأكثر حداثة في المنطقة.

وإدراكًا منها للحاجة إلى المزيد من التحسينات، بدأت القوات الجوية الباكستانية، بالتعاون مع شركائها الصينيين، تطوير JF-17 PFX، وهي نسخة جديدة متقدمة من JF-17. ومن المتوقع أن تكون PFX، التي تعني “المقاتلة الباكستانية التجريبية”، أكبر حجمًا وأثقل وزنًا بشكل ملحوظ من سابقاتها، مما قد يضعها في نفس فئة الوزن مثل Tejas MkII الهندية. ومن المتوقع أن يشتمل هذا النموذج الجديد على تقنيات متقدمة، بما في ذلك أنظمة الطيران المحسنة، وقدرات الرادار المعززة، وقدرة حمولة أكبر، مما يمكنها من العمل بشكل أكثر فعالية في سيناريوهات قتالية مختلفة.

في حين تظل التفاصيل المتعلقة بطائرة JF-17 PFX محدودة، فإن تطويرها يمثل نقطة تحول في نهج باكستان للحفاظ على التفوق الجوي في المنطقة. يمكن أن توفر طائرة PFX للقوات الجوية الباكستانية مقاتلة تضاهي أو حتى تتفوق على طائرات مقاتلة متقدمة أخرى في المنطقة، مثل Tejas MkII. قد يسمح هذا لباكستان بمواجهة القدرات العسكرية المتنامية لجيرانها، وخاصة الهند.

تعد طائرة JF-17 PFX جزءًا من جهد تحديث أوسع نطاقًا من قبل القوات الجوية الباكستانية، والتي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الدفاعي. حاليًا، تتحمل شركة PAC مسؤولية تصنيع 58٪ من هيكل طائرة JF-17، مع توريد المكونات المتبقية من قبل شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC). ومع ذلك، لكي تكون طائرة JF-17 PFX حلاً قابلاً للتطبيق على المدى الطويل، ستحتاج باكستان إلى زيادة قدراتها الإنتاجية المحلية، وربما التحرك نحو الإنتاج الكامل للطائرة داخل شركة PAC.

إن نجاح طائرة JF-17 PFX قد يكون له آثار كبيرة على صناعة الدفاع الباكستانية، مما قد يمهد الطريق لتطويرات مستقبلية، مثل إنتاج طائرة مقاتلة من الجيل التالي مصممة ومصنعة بالكامل في باكستان. وهذا لن يعزز قدرات باكستان في مجال الطيران والفضاء فحسب، بل سيضع البلاد أيضًا في موقف أكثر استقلالية في سوق الدفاع العالمية.

وفي الختام، أصبحت طائرة JF-17 Thunder رمزًا للقدرات الدفاعية المتنامية لباكستان، حيث تم تصدير الطائرة بنجاح إلى دول مثل ميانمار ونيجيريا. ويمثل تطوير طائرة JF-17 PFX الخطوة التالية في هذه الرحلة، مما يوفر إمكانية تحقيق تقدم أكبر في القوة الجوية الباكستانية. ومع تقدم المشروع، سيتم مراقبته عن كثب من قبل محللي الدفاع والاستراتيجيين العسكريين في جميع أنحاء العالم، لأنه قد يغير بشكل كبير توازن القوى في جنوب آسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.