المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تختتم زيارتها الأولى إلى باكستان
اختتمت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، زيارتها الأولى لدولة باكستان، كما استمرت الزيارة الموسعة خمسة أيام شملت زيارة إسلام أباد وبيشاور ولاهور، وضمت اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين، وزيارات لمرافق صحية تدعمها المنظمة والمشاركة في حملة التطعيم دون الوطنية ضد شلل الأطفال.
وكانت هذه أيضًا الزيارة الأولى للدكتور حنان بلخي ضمن الوفد الرفيع المستوى للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، برئاسة رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، وبحضور ممثلين عن مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومؤسسة الروتاري الدولية، واجتمع الوفدُ الرفيع المستوى المعنيُّ بشلل الأطفال مع رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، والدكتور مالك مختار أحمد بهارات، مساعد رئيس الوزراء لخدمات الصحة الوطنية، والوزراء الأوائل والأمناء العموم ووزراء الصحة في خيبر باختونخوا والبنجاب.
وقد اطلع الوفدُ المعني بشلل الأطفال على التقدم المحرز في برنامج القضاء على شلل الأطفال في باكستان وما واجهه من تحديات وما اتبعه من استراتيجيات، خاصة وأن باكستان أحد آخر بلدين على مستوى العالم يشهدان توطن سراية فيروس شلل الأطفال البري. وشدد الوفدُ على الحاجة الماسة إلى وصول حملات التطعيم إلى جميع الأطفال، وتعزيز التنسيق مع برنامج شلل الأطفال في أفغانستان، وتكثيف الجهود الرامية إلى تحسين التغطية بالتمنيع الروتيني.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: «في حين قَطَعَتْ باكستان شوطًا كبيرًا في المجال الوبائي، مدعومة في ذلك بنظام قوي لترصد الأمراض، فإنه من الضروري مواصلة تعزيز وإدماج قدرات برنامج استئصال شلل الأطفال في برامج التمنيع الأساسية، وأن نواصل الإسهام في بناء قدرات أقوى للصحة العامة بوجهٍ عام».
وفي اجتماع مع مساعد رئيس الوزراء لشؤون الصحة الوطنية، سلَّطت الدكتورة حنان بلخي الضوءَ على المشهد الصحي المعقد في باكستان، مشيرة إلى فاشيات الأمراض المتكررة التي تفاقمت بسبب الفيضانات في السند وبلوشستان. ولقد ناقشت أيضًا مبادراتها الرئيسية الجديدة للإقليم، التي تهدفُ إلى ضمان إتاحة منصفة للأدوية وإدارة فعالة لسلسلة الإمداد، وتعزيز الاستثمار في القوى العاملة الصحية، والتصدي لتعاطي المواد.
وأكَّدت الدكتورةُ حنان بلخي التزام منظمة الصحة العالمية بتعزيز نُظُم الرعاية الصحية الأولية والحدّ من الأمراض السارية مثل العدوى بفيروس العَوَز المناعي البشري والأمراض غير السارية مثل السكري، مع الإشارة إلى تقديرها لإمكانات باكستان على سلسلة الإمداد الطبي.
وفي خيبر باختونخوا، اطَّلعت الدكتورة حنان بلخي على مبادرات المنظمة التي تهدف إلى تعزيز نُظُم الرعاية الصحية الأولية والنهوض بالتغطية الصحية الشاملة في إقليم مُعرَّض لكوارث صحية ومناخية متعددة، بالإضافة إلى توطن سراية فيروس شلل الأطفال البري فيه. وتطرقت الدكتورة إلى تدريبٍ، في بيشاور، على النظام المتكامل لترصد الأمراض والتصدي لها، وافتتحت مركز الرعاية المركزة لحديثي الولادة، ومركز التغذية، ومنطقة الانتظار في مستشفى المقاطعة الرئيسي في هاريبور.
وأوضحت الدكتورة حنان بلخي قائلة «إن عدد وفيات الأطفال الحديثي الولادة المبلغ عنها في باكستان يزيد على 50% من إجمالي تلك الحالات في إقليم شرق المتوسط». وأضافت: «ستؤدي مرافق هذا المركز دورًا مهمًا في معالجة الثغرات في حصول الأطفال على رعاية حديثي الولادة في المجتمع المحلي الذي يخدمه المركزُ».
وبالإضافة إلى زيارة المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة، تحدثت الدكتورة حنان بلخي أيضًا مع القائمات بالتطعيم في المستوصف المدني في بيشاور. وتعرَّفت خلال ذلك على طبيعة عمل العاملات الصحيات والقائمات بالتطعيم المجتمعي اللاتي يتنقلن من منزل إلى منزل في أثناء كل حملة من أجل إيصال لقاح شلل الأطفال والمستضدات الأخرى.
وعلقت الدكتورة على ذلك بقولها: «كان من دواعي سروري أن أشارك مع النساء في الميدان في دعم جهود التمنيع الروتيني في بيشاور. وتبين لي أن دافعهن الأول في ذلك مواجهة تلك التحديات الهائلة، ولكم كان ذلك ملهمًا. فدورهن لا يقتصر على إعطاء اللقاحات فحسب؛ بل إنهم يثقفن الأمهات ومقدمي الرعاية ويدعمونهن بما يقدمن من معلومات صحية بالغة الأهمية».
وفي لاهور، اطّلعت الدكتورة حنان بلخي على مبادرات صحية مبتكرة لتعزيز معدلات التمنيع الروتيني في جميع أنحاء المقاطعة، وصولًا إلى القرى النائية في البنجاب، وهو ما يتحقق باستخدام العيادات الصحية المتنقلة والاعتماد على نظم إدارة البيانات الرقمية في التخطيط الدقيق وتسجيل المواليد.
كما التقت كلاً من الدكتور لو دابينغ، ممثل منظمة الصحة العالمية، وسانجاي ويجيسيكيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا، ومحمد يحيى، منسق الأمم المتحدة المقيم في إسلام آباد، وناقشوا الوضع الاقتصادي والمالي بالغ الصعوبة في البلاد، والقضايا الإنسانية، ومجالات الدعم المتبادل لتحسين الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها واستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان.
وجرى التأكيد على أن تحقيق شراكات أقوى، ضمن مبادرة وحدة العمل في الأمم المتحدة، مسألة جوهرية وأساسية في التصدي للتحديات المتعددة الأوجه التي يواجهها بلدٌ يزيد عدد سكانه على 220 مليون نسمة.
وزارت الدكتورةُ حنان بلخي أيضًا المختبرَ المرجعي الإقليمي لشلل الأطفال في المعاهد الوطنية للصحة في إسلام أباد، وهناك اطلعت على ما تقدمه مختبرات فيروس شلل الأطفال والفيروس العَجَلي المعتمدة من منظمة الصحة العالمية والمختبر دون الإقليمي للحصبة والحصبة الألمانية من دعمٍ لترصُّد الأمراض في باكستان وأفغانستان. وركزت في مناقشاتها مع الدكتور محمد سلمان، الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للصحة، على الأهمية الشديدة لمقاومة مضادات الميكروبات.
والتقت الدكتورة حنان بلخي موظفي المنظمة، خلال زيارتها للمكتب القُطري هناك، وتم التبرع بإمدادات صحية لمراكز الاتصال الوطنية في مقاطعتَي خيبر باختونخوا وآزاد جامو وكشمير من أجل النهوض بالتغطية الصحية الشاملة. ووجهت الدكتورةُ الشكر للفريقِ القُطري على عمله في الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، وتعزيز البنية التحتية الصحية، وتقديم الدعم الحاسم لبناء القدرات من أجل تعزيز القوى العاملة الصحية في باكستان.
وقالت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «إن منظمةَ الصحة العالمية ملتزمة بدعم الرؤية الصحية الوطنية لباكستان، وتهدف إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال خدمات منصفة ومستدامة. وسيظل دعمنا راسخًا لا يتزعزع في سعينا الحثيث للحد من المخاطر المحدقة بالصحة العامة، واستئصال شلل الأطفال، وتعزيز النظام الصحي في باكستان من خلال تكثيف التنسيق وحشد الموارد العالمية والإقليمية والوطنية».