أجرى قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، يوم الأحد، لقاءات مكثفة في طهران مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، فضلاً عن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي وقائد الجيش اللواء عبد الرحيم موسوي.
وكان منير قد وصل يوم السبت إلى العاصمة الإيرانية طهران، في خامس زياراته الخارجية منذ توليه المنصب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.
وخلال استقباله قائد الجيش الباكستاني، يوم الأحد، أكد الرئيس الإيراني، على استراتيجية إيران لـ”تحويل الحدود الأمنية (بين البلدين) إلى حدود آمنة واقتصادية”، مع تطوير الأسواق الحدودية والتعاون في مجال الطاقة لتطبيق تلك الاستراتيجية.
وأضاف رئيسي أن تعزيز العلاقات مع الدول الجارة والإسلامية من أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، مؤكدا وجود “إرادة جادة لدى البلدين لتطوير العلاقات”، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.
وشدد على أن التسريع في تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين سيرتقي أكثر بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وباكستان، وثم تطوير العلاقات السياسية بينهما.
واتهم الرئيس الإيراني من وصفهم بأنهم “أعداء” بالسعي لضرب العلاقات بين دول المنطقة، داعيا إلى “تعزيز التعاون والتعامل الثنائي ومتعدد الأطراف بتوظيف الفرص والطاقات الموجودة”.
من جهته، أشاد قائد الجيش الباكستاني في اللقاء بسياسة إيران الرامية إلى تعزيز العلاقات مع الجيران، مؤكدا أنها “تشكل فرصة قيمة للعالم الإسلامي”، حسب ما أورده موقع الرئاسة الإيرانية.
وأشار منير إلى الحدود المشتركة الطويلة بين البلدين والفرص الكبيرة للمبادلات الحدودية، قائلا إن توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية سيساهم في تحسين الظروف الأمنية على الحدود.
ولفت إلى التوصل إلى “اتفاقيات جيدة” لرفع مستوى الأمن على الحدود المشتركة، مؤكدا أن إسلام أباد “تسعى إلى تسريع الإجراءات لخلق أمن مستدام” على الحدود.
بدورها، ذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، بحث العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية مهمة خلال اللقاء مع قائد الجيش الباكستاني.
وأشاد أمير عبداللهيان بـ”الدور الإيجابي والبناء” لمنير في التعاون الأمني على الحدود ومكافحة الإرهاب، مؤكداً على ضرورة تطوير الحدود وتحويلها إلى مناطق اقتصادية مزدهرة.
وجاءت زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى إيران على وقع تصاعد العمليات العسكرية ضد حرس الحدود الإيراني في الفترة الأخيرة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران والمتاخمة للحدود مع باكستان، والتي تشهد منذ أشهر اضطرابات أمنية وتجمعات احتجاجية.
وفي آخر تلك العمليات، أُصيب الجمعة الماضية أربعة عسكريين إيرانيين من حرس الحدود بجروح في عملية تفجير، في منطقة مير جاوة الحدودية مع باكستان، في محافظة سيستان وبلوشستان، وفق وكالة “إرنا” الإيرانية الحكومية.
وتأتي هذه العملية بعد أسبوع على هجوم مسلح على مقر للشرطة في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، في 8 من الشهر الجاري، أودى بحياة عسكريين اثنين والمهاجمين الأربعة، حسب الشرطة الإيرانية.
وتبنّت جماعة “جيش العدل” البلوشية المعارضة، المصنفة في إيران تنظيماً إرهابياً مسؤولية الهجوم الذي وقع في 8 من الشهر الماضي.