صفقة باكستان لاستيراد النفط الروسي تواجه رياحًا معاكسة
يبدو أن صفقة باكستان لشراء النفط الروسي تواجه بعض الصعوبات في ظل تناقض التصريحات بين وزير النفط الباكستاني مصدق مالك، ووزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري.
ويصل وزير الخارجية، بيلاوال بوتو زرداري، إلى العاصمة الأميركية، يوم الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ومعه مهمة شاقة؛ وهي التأكيد على تعزيز العلاقات الباكستانية الأميركية دون المساس بالعلاقات الوثيقة مع الصين.
كما تحدث بوتو عن مساعي بلاده لتحسين العلاقات مع روسيا، لكنه نفى التقارير التي تفيد بأن إسلام آباد تسعى لشراء النفط الروسي، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع إيكونوميك تايمز (The Economic Times).
وسرعان ما أثارت التصريحات غضب وزير النفط الباكستاني، مصدق مالك، الذي ترأّس وفدًا في زيارة إلى موسكو لاستكشاف إمكانات استيراد النفط الروسي بسعر مخفّض.
وجاء هذا التصريح بعدما أبدت موسكو رفضها إمداد باكستان بالنفط بالأسعار نفسها المعروضة على الهند.
ألمح بوتو، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع واشنطن، والسعي وراء مصادر أخرى للطاقة.
ويتناقض بيان بوتو مع وزير النفط الباكستاني، مصدق مالك، الذي توجّه إلى موسكو مع وفد رسمي، خلال الشهر الجاري؛ سعيًا لتأمين إمدادات روسية رخيصة، وما زال يؤكد مساعي بلاده لاستيراد النفط الروسي بأسعار مخفّضة.
ويبدو أن باكستان ما زالت بعيدة عن إبرام صفقة مع روسيا رغم أن الجانبين يبحثان في إمكانية تحقيق ذلك، بحسب مصادر دبلوماسية في واشنطن.
إلا أن الخلاف كشف عن الصعوبات التي تواجه باكستان في الحفاظ على شراكتها مع الصين والولايات المتحدة مع احتمال تحسين العلاقات مع روسيا.
وخلال مشاركته في برنامج “بي بي إس نيو أور”، قال بوتو، الأسبوع الماضي، إن بلاده تواجه وضعًا اقتصاديًا صعبًا فيما يتعلق بأمن الطاقة بالتحديد، لكن البلاد لا تسعى للحصول على مصادر طاقة من روسيا بسعر مخفّض.
وأضاف: “فيما يتعلق بروسيا، نحن لا نسعى للحصول على أي مصادر طاقة بسعر مخفّض، لكننا نواجه وضعًا اقتصاديًا بالغ الصعوبة، إلى جانب التضخم وارتفاع أسعار الوقود.. كما تواجه البلاد انعدام أمن الطاقة؛ لذا نستكشف طرقًا مختلفة يمكن من خلالها توفير مصادر الطاقة”.
ومن خلال تصريحاته، أظهر بوتو تفاؤلًا بأن العلاقات الباكستانية الأميركية تسير في الاتجاه الصحيح من خلال تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، مثل المناخ والصحة والتجارة والفرص الاقتصادية المتاحة، خاصة المتعلقة بالمرأة.
وجاءت هذه التصريحات وسط مؤشرات تبرز انتعاش العلاقات الأميركية الباكستانية، والدعم الأميركي لتحديث أسطول الطائرات المقاتلة من طراز إف-16.