المصالح الصينية في إسلام آباد تتعرض لهجمات رغم استثمارات بمليارات الدولارات

0 268

من خلال برنامج البنية التحتية للحزام والطريق، تعد الصين أكبر مقرض لعدد من بلدان العالم النامي ومن بينها باكستان، غير أن ذلك لم يحل دون تعرض مصالحها لهجمات في إسلام آباد، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنل”.

في أبريل/نيسان، فجرت باكستانية أم لطفلين نفسها خارج بوابة معهد اللغة والثقافة الصينية بجامعة كراتشي، ما أدى إلى إحراق حافلة صغيرة ومقتل ثلاثة معلمين صينيين وسائق باكستاني.

وكان الهجوم – وهو واحد من عدد متزايد يستهدف المواطنين الصينيين العاملين في الخارج في آسيا وأفريقيا – علامة على التحديات المتزايدة التي تواجه الصين في الوقت الذي تصب فيه الأموال في العالم النامي بهدف توسيع نفوذها، وفق التقرير.

وعملت الصين على تصوير نفسها شريكًا جيدًا للبلدان التي تنفق فيها الأموال، في محاولة للتميز عن القوى الغربية.

ومع ذلك، ومع توسع انتشارها العالمي، تتصارع الصين بشكل متزايد مع عواقب إبراز القوة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الفساد والاستياء المحلي وعدم الاستقرار السياسي والعنف، وفق ما تقول الصحيفة.

ويقول خبراء صينيون إن بكين تقبل درجة من المخاطر الأمنية في متابعة برنامجها للحزام والطريق، وتلتزم بالعمل مع الحكومات الشريكة، كما هو الحال في باكستان، للتخفيف من التهديدات التي يتعرض لها الأفراد والأصول الصينية.

وبحسب الصحيفة، اختارت الصين باكستان، واحدة من أقرب حلفائها، مع علاقات عسكرية عميقة ومنافس مشترك للهند، كعرض لاستثماراتها في الدول النامية. وأنفقت بكين نحو 25 مليار دولار هناك على الطرق ومحطات الطاقة والميناء.

وفي هذا الشهر، قام رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بلقاء نظيره الصيني شي جينغ بينغ في أول رحلة إلى بكين منذ توليه منصبه في أبريل. وقد التزم الزعيمان بالشراكة بين بلديهما.

وقال مسؤولون باكستانيون إن إسلام أباد أبلغت بكين بأن بإمكانها استيراد عربات مدرعة للحماية وإن باكستان ستزيد من أمنها في بعض المشاريع الصينية.

وتقول الصحيفة إن باكستان في خضم صدام سياسي بين الحكومة الحالية ورئيس وزرائها المخلوع مؤخرا عمران خان. وتواجه البلاد تضخما يبلغ 25٪، بالإضافة إلى الفيضانات المدمرة، وكان من المفترض أن تضع استثمارات الصين في باكستان الأساس لإقلاع اقتصادي، وفقا لكلا البلدين، لكن ذلك لم ينجح، وفق التقرير.

وتعهد رئيس الوزراء الشريف باستئناف برنامج الحزام والطريق الصيني، بعد أن توقف في عهد سلفه. وتساءل وزراء خان عن قيمة مشاريع الطاقة مقابل المال وما إذا كانت قد تم دفع رشى مقابل بناء الطرق – وهي اتهامات نفتها بكين بغضب.

وتنقل الصحيفة أن العديد من المتمردين في باكستان يرون أن بكين تعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة التي يقاتلونها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.