4 طرق تقدِّم فيها اليونيسف خدمات لأطفال باكستان

0 200

من الصعب الإحاطة بحجم الدمار الذي خلفته الأمطار أثناء الإعصار التاريخي الذي وقع في باكستان. فقد تأثر حوالي 33 مليون شخص ’بالفيضانات الهائلة‘ — أسوأ فيضانات خلال أكثر من قرن — التي تركت ما لا يقل عن 3.4 ملايين طفل بحاجة إلى دعم منقذ للأرواح.

يعيش أطفال صغار في ملاجئ مؤقتة أو في العراء مع أسرهم، ولا تتوفر لهم مياه شرب، ولا أغذية، ولا سبل عيش، وهم معرضون لطائفة واسعة من الأخطار والتهديدات المرتبطة بالفيضانات — بما في ذلك من المباني المتضررة، والغرق في مياه الفيضان، والأفاعي. وقد تعرضت الهياكل الأساسية الحيوية التي يعتمد عليها الأطفال لأضرار أو للدمار، بما في ذلك آلاف المدارس، وأنظمة المياه، والمرافق الصحية.

ظلت اليونيسف حاضرة في الميدان منذ بدء الأزمة، وتدعم الحكومة الباكستانية في الاستجابة للفيضانات، وترسل إمدادات طارئة، وتقدم الدعم للأطفال والأسر الأشد حاجة إلى الدعم.

1- توفير مياه مأمونة وإمدادات النظافة الصحية

تترك الموجة الثانية من الكارثة تأثيراً كبيراً حالياً مع انتشار أمراض الإسهال والحمى التيفية والملاريا، والتي باتت تنتشر بسرعة إذ ينام ملايين الناس في ملاجئ مؤقتة أو في العراء قرب المياه الراكدة. ويضطر العديد من الناس إلى شرب مياه ملوثة وإلى ممارسة التغوط في العراء. كما تتزايد الأخطار من البعوض، والأفاعي، وأمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية.

تقوم اليونيسف بنقل مياه الشرب المأمونة بالصهاريج، وتركيب محطات لتنقية المياه، وإصلاح أنظمة المياه المتضررة أو المدمرة. كما تصل اليونيسف إلى آلاف الناس المتأثرين بالفيضانات وتزودهم بأدوات النظافة الصحية، والمعلومات، وأقراص تنقية المياه.

2- دعم التغذية الجيدة

أثرت الفيضانات على أجزاء من باكستان كان الأطفال يعانون فيها أصلاً من أعلى معدلات سوء التغذية الحاد والمزمن. وفي بعض المناطق، يعاني 40 بالمئة من الأطفال من توقّف النمو الناجم عن سوء التغذية المزمن، وذلك من قبل وقوع هذه الفيضانات. وتؤدي زيادة حالات الإسهال وتراجع إمكانية الحصول على الغذاء بعد الفيضانات إلى مفاقمة سوء التغذية القائم أصلاً.

عززت اليونيسف برامجها المستمرة المعنية بالتغذية في أربع أقاليم متأثرة بالفيضانات، كما استهلت استجابات جديدة في منطقتي بلوشستان والسند اللتين تأثرتا بشدة. فمثلاً، أقامت اليونيسف برامج تغذية علاجية للمرضى الخارجيين وصلت إلى آلاف الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

3- مساعدة الأطفال في الحصول على التعليم

تعرّضت آلاف المدارس في جميع أنحاء البلد إلى الدمار أو أضرار بسبب الفيضانات، مما فاقم تعطيل التعلّم للعديد من الأطفال والذي عانوا منه أثناء أغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19.

أقامت اليونيسف مراكز تعليم مؤقتة في المناطق المتأثرة بالفيضانات، ووصلت إلى الأطفال بخدمات وإمدادات التعليم، بما في ذلك أدوات ترفيهية، وسبورات، وحقائب مدرسية، وخيام، وكمامات.

4- توفير دعم نفسي اجتماعي

إن أي أزمة من هذا الحجم تزيد الأخطار على الأطفال، وتقوّض قدرتهم على الصمود وعافيتهم النفسية الاجتماعية، وتترك العديد منهم في حالة من الصدمة إذ يواجهون إجهاداً شديداً من جراء الدمار الذي يشهدونه، وخسارة أحبائهم ومنازلهم ومقتنياتهم العزيزة على قلوبهم.

تعكف اليونيسف على تأسيس أماكن ملائمة للأطفال ومراكز مؤقتة للتعليم، ولا تقتصر وظيفتها على مساعدة الأطفال في مواصلة تعليمهم، بل تعيد لهم حس العادية في حياتهم وتساعدهم على التعامل مع الصدمة.

وإذ بات ملايين الناس مشردين، تعمل اليونيسف مع شركائها لضمان تحديد الأطفال المنفصلين عن ذويهم أو مقدمي الرعاية لهم، وحمايتهم ولم شملهم بأسرهم. وتعمل اليونيسف أيضاً في المجتمعات المحلية لتوفير المعلومات حول الأخطار في مجال حماية الطفل، وخدمات حماية الطفل المتوفرة، وتساند الخدمات المجتمعية في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.

إن تغير المناخ يجعل الظواهر الجوية المتطرفة من قبيل الفيضانات في باكستان أكثر تواتراً وتدميراً، وغالباً ما يتحمل الأطفال الوطأة الأشد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.