إدارة بايدن تتراجع عن تصريحاته بشأن ترسانة باكستان النووية

0 204

أعربت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، عن ثقتها في سيطرة باكستان على ترسانتها النووية، وذلك  بعد أن عبّر الرئيس جو بايدن عن قلقه في هذا الصدد، ما دفع إسلام أباد إلى استدعاء السفير الأميركي.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين: “الولايات المتحدة واثقة بالتزام باكستان وقدرتها على السيطرة على أسلحتها النووية”.

وأضاف: “لطالما اعتبرت الولايات المتحدة أن وجود باكستان آمنة ومزدهرة أمر مهم جداً لمصالحها، وعلى نطاق أوسع، فإن الولايات المتحدة تُقدر التعاون طويل الأمد مع إسلام أباد”.

وأدلى بايدن بتصريحات مفاجئة بشأن البرنامج النووي الباكستاني، الخميس، أثناء حضوره احتفالاً خاصاً لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، حيث بدأ التحدث عن التحديات التي تُواجه الرئيس الصيني شي جين بينج، الحليف المقرّب من باكستان.

وقال بايدن بحسب نص من البيت الأبيض: “وما أعتقد أنها ربما واحدة من أخطر الدول في العالم: باكستان. أسلحة نووية بدون أي تماسك”.

وعقب تلك التصريحات، استدعت إسلام أباد الفخورة بكونها القوة النووية الوحيدة المعلنة في العالم الإسلامي، السفير الأميركي لديها دونالد بلوم، للاحتجاج.

وفي وقت لاحق، كتب رئيس الوزراء شهباز شريف عبر حسابه على تويتر، أن باكستان “دولة نووية مسؤولة”، مضيفاً: “نحن فخورون بأن قدراتنا النووية لديها أفضل الضمانات.. نتخذ إجراءات السلامة هذه بمنتهى الجدية. فلا يساور أحد أي شك”.

ويُعرب المسؤولون الأميركيون منذ وقت طويل عن قلقهم بشأن السلامة النووية إذا تغير الوضع السياسي في باكستان التي قدمّت أجهزتها العسكرية والاستخباراتية دعماً لحركة طالبان.

وقال وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري خلال مؤتمر صحافي في كراتشي: “لقد بحثت الأمر مع رئيس الوزراء، واستدعينا سفير الولايات المتحدة.. لاتخاذ إجراء رسمي”.

وبدا أن زرداري، الذي زار واشنطن خلال الفترة الأخيرة، يُريد إتاحة بعض المجال للإدارة الأميركية لتفسير التصريح، إذ قال: “لم يكن الاحتفال رسمياً، لم يكن خطاباً للأمة أو خطاباً أمام البرلمان”، لكنه دعا إلى مزيد من التفاعل، مع إبداء بايدن القليل من الاهتمام بالانخراط شخصياً مع نظرائه الباكستانيين.

ولكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أشار إلى أن رئيسة وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة سامانثا باور ومستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت زارا باكستان، منذ ضربت الفيضانات المدمرة البلاد.

وتابع: “هذه علاقة نعتبرها مهمة وهي أمر سنستمر في الانخراط فيه بعمق”.

وتوتّرت العلاقات بين واشنطن وباكستان منذ العام الماضي، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بعد عقدين من الحرب.

وبدأت العلاقات تعود إلى طبيعتها بين إسلام أباد وواشنطن اللتين كانتا حليفتين مقربتين بعد فتور على مدى سنوات، بسبب مخاوف أميركية من دعمها لحركة طالبان في أفغانستان، وهو ما تنفيه الحكومة الباكستانية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أفادت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية “آيكان” في تقرير لها، أن باكستان خصصت 1.1 مليار دولار لسلاحها النووي مقابل مليار في العام السابق، فيما خفضت الهند نفقاتها في هذا القطاع إلى 2.3 مليار دولار مقابل 2.5 مليار عام 2020.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.