باكستان تشعر بغضب شديد تجاه السياسات التي تتبناها حركة طالبان

0 348

تشعر باكستان بغضب شديد تجاه السياسات التي تتبناها حركة طالبان، التي تتولى الحكم في أفغانستان منذ أغسطس/آب من العام الماضي، إذ أنه رغم المساعدات الكبيرة التي قدمتها إسلام أباد إلى الحركة الإسلامية، كي تعود إلى الحكم، خالفت هذه الأخيرة كل تعهداتها لباكستان.
وأوضح تقرير نشره معهد “جلوبال ووتش أناليزيس” الفرنسي أنه بعد كل ما فعلته باكستان لصالح طالبان على مدى عقدين، خلال قتالها الحكومة الموالية للولايات المتحدة هناك، كانت تنتظر إسلام أباد من الحركة أن تظهر امتنانًا كبيرًا لإسلام أباد وأن ترد لها هذا الدعم في مجموعة من القضايا.
وتابع التقرير أنه منذ أن عادت طالبان للسلطة في كابول، لم تتخذ الحركة أي قضية متوافقة مع رغبات باكستان، إذ تتجاهل حركة طالبان القبول بترسيم الحدود عند خط دوراند، كما لم تطرد طالبان المتمردين البلوش، ولم تقاتل حركة طالبان الباكستانية، الذين يستهدفون القوات الباكستانية من الأراضي الأفغانية.
إلى جانب ذلك، لم تبتعد طالبان عن الهند، ولم تؤسس حكومة شاملة، ولم تسمح بتعليم الفتيات وإعطاء المرأة حقوقها.
يشير التقرير إلى أنه مع مرور يوم بعد آخر، يتصاعد إحباط باكستان تجاه حركة طالبان في أفغانستان، بينما يتساءل العديد من المحللين عن نتائج السياسة التي تبنتها باكستان وجعلتها تتحدى الغرب وتؤيد عودة طالبان في أفغانستان.
ينوه التقرير أن باكستان باتت عالقة في مأزق، فلا يمكنها العمل ضد طالبان، بينما لا يمكنها السماح لطالبان بتقييدها إلى ما لا نهاية بشأن القضايا الحرجة التي تؤثر على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.
واحدة من أكثر القضاياة استعصاءًا بين باكستان وأفغانستان، كان خط دوراند الحدودي لمثير للجدل، الذي لا يفصل فقط البلدين، ولكن يقسم إثنية البشتون. منذ ظهور باكستان كدولة، لم تؤيد أي حكومة أفغانية، سواء كانت ملكية أو قومية أو شيوعية أو إسلامية، ترسيم خط دوراند.
يؤكد التقرير أن طالبان طالما كانت معارضة لهذا الترسيم، منذ ولايتها الأولى في بداية الألفية، إذ أنه في عام 2001، رفضت طالبان رفضًا قاطعًا المطالب الباكستانية بالاعتراف بخط دوراند، كما قال رئيس المخابرات الباكستانية السابق، الجنرال جاويد أشرف قاضي.
وهذه المرة يبدو أن طالبان لا تريد الاستجابة لطلبات باكستان بالاعتراف بهذا الخط كحدود رسمية بين البلدين، إذ تلتزم طالبان الصمت، ولم تعطي أي أشارة على استعدادهم لمناقشة هذه التسوية في الوقت الحالي، وكأنها لا تريد تحويل هذا الخط إلى “اعتراف رسمي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.