قدم البنك الدولي توقعات محسنة للنمو الاقتصادي لباكستان، لكنه يرى تدهورًا في قدرة سداد الديون الخارجية ودعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتجنب مخاطر حدوث عجز كبير في المالية العامة والحساب الجاري.
كما طلب المصرف الذي يتخذ من واشنطن مقراً له من باكستان سحب دعم الطاقة على الفور، واصفاً ذلك بأنه “غير مستدام وغير فعال”. ستتخذ الحكومة الجديدة برئاسة شهباز شريف يوم الجمعة (غدًا) قرارًا بشأن ما إذا كانت تريد استمرار دعم الوقود بمستوياته الحالية.
في أحدث تقرير للتركيز الاقتصادي لجنوب آسيا (South Asia Economic Focus)، أبلغ البنك الدولي عن ارتفاع حاد في حالات التخلف عن سداد القروض في برنامج “كامياب جوان” لرئيس الوزراء السابق عمران خان.
وحذر البنك من أن باكستان لا تستطيع تحمل اختلالات خارجية كبيرة. كما وحذر من أن ارتفاع أسعار الفائدة في الدول المتقدمة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى خروج رؤوس الأموال مما يضغط على العملات في الدول التي تعاني من ارتفاع المديونية الخارجية.
وقال التقرير: “هذا مصدر قلق خاص في البلدان ذات المستويات المرتفعة من الديون المقومة بالعملات الأجنبية، مثل سريلانكا وباكستان وغيرها”. وأضاف: “إنهم بالتالي أكثر عرضة للتقلبات في الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين الأجانب وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي المتزايد”.
وفقًا للمصادر، بسبب “مخطط نايا باكستان” ذي الدوافع السياسية قصيرة الأجل للبنك المركزي، فإن قروضًا بقيمة 2.5 مليار دولار من قبل الباكستانيين في الخارج معرضة الآن لخطر الانسحاب.
كانت مؤشرات القدرة على الدفع تتدهور في باكستان وكانت غير مستدامة في سريلانكا ، وفقًا لتقرير البنك الدولي. وأضافت المصادر أن خدمة الدين العام في باكستان كنسبة مئوية من أرباحها من الصادرات والتحويلات ستزيد بنسبة 1٪ إلى حوالي 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
في حين تم الإفراج عن مستوى احتياطيات النقد الأجنبي في نهاية حكومة حركة الإنصاف الباكستانية من قبل البنك المركزي، انخفضت الاحتياطيات الرسمية بالفعل إلى 11.3 مليار دولار اعتبارًا من 1 أبريل/نيسان على الرغم من إجمالي القروض البالغ 53 مليار دولار التي اتخذتها الحكومة الأخيرة لزيادة الاحتياطيات وتمويل عجز الحساب الجاري.
قال هانز تيمر، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي لمنطقة جنوب آسيا: “أنا، على المدى القصير، لست قلقًا من عدم تمويل عجز الحساب الجاري، ولكن على المدى الطويل، من الضروري أن تضيق باكستان عجز الحساب الجاري والعجز المالي”.
وردًا على سؤال، دعا تيمر إلى السحب الفوري لدعم الطاقة، والذي كان، حسب قوله، أحد مصادر إدارة العجز الضخم في الحساب الجاري والمالي.
