“ذا إيكونوميست”: استراتيجية الغرب لإزالة المخاطر تجاه الصين ستفشل
أكّد المؤرخ الاقتصادي، كريس ميلر، أنّ القادة في الغرب تبنّوا عبارة “إزالة المخاطر” لوصف نهجهم مع الصين، وذلك بعد ارتفاع مستوى التوتر معها.
ورأى ميلر في مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، إنّ اتباع هذا النهج من قبل الغرب، يستلزم استمرار فرض قيود على التكنولوجيا والاستثمار على الصين، مع الحفاظ على التجارة معها، مشدداً على أنّ هذه الاستراتيجية لن تنجح أبداً.
وعن أسباب دعم هذه الاستراتيجية من قبل الغرب، قال ميلر إنّ الولايات المتحدة الأميركية واليابان، تتبعان خطاباً يتميّز بالمرونة للحفاظ على الحلفاء الأوروبيين المتذبذبين، الذين يعتبرون أنّ الصين “منافس منهجي”، وبذلك تبدو الاستراتيجية خالية من المخاطر وغير مكلفة.
أما السبب الثاني، فهو وفق ميلر، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تأمل بأن تنجح حملة الضغوط التي فرضتها على بكين، وتجعل الصين أكثر انصياعياً لها.
وعن أسباب فشل استراتيجية “إزالة المخاطر منخفضة التكلفة”، لفت المؤرخ الاقتصادي إلى أنّ الصين تعتقد أنّها تستطيع التغلب على قيود التكنولوجيا التي فرضها الغرب.
ويرجع السبب الثاني إلى أنّ الشركات الغربية لا تستمع إلى خطاب السياسيين، وبدلاً من ذلك تتخذ خطواتٍ مُكلفة لإعادة هيكلة علاقتها مع الصين.
والسبب الثالث وفق ميلر، هو أنّ الصين تتبع أجندتها الخاصة، لتقليل اعتمادها على تكنولوجيا التصنيع الغربية، مع مواصلة جهودها لجعل الغرب أكثر اعتماداً على المنتجات الصينية، من الرقائق منخفضة الجودة إلى السيارات الكهربائية. وهذا الأمر قد يؤدي إلى جولةٍ جديدة من التوتّر التكنولوجي والتجاري.
وشدّد ميلر على أن الغرب حتماً سيفرض قيوداً جديدة، وهذا الأمر قد يؤدي إلى صعوبة عزل العلاقات الاقتصادية عن العلاقات السياسية المتدهورة بين الغرب والصين.
وأوضح المؤرخ الاقتصادي أنّه لا يتمّ حل صراعات السلطة سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية، إلّا عندما يستسلم أحد الأطراف.
ووفق ميلر فإنّ الصين تعتقد أنّه لا يزال لديها الكثير من الأوراق للعب مع تأثير المواجهة على العلاقات التجارية.