العلماء يحققون تقدما في دراسة المريخ باستخدام نموذج افتراضي
صمم علماء فرنسيون من معهد بيير سيمون لابلاس، بالتعاون مع زملاء من بلدان أخرى، نموذجا متقدما لتطور كوكب المريخ، يستطيع الإجابة على أهم سؤال: هل كان الكوكب مناسبا للحياة في وقت ما؟
وتشير مجلة Horizon، إلى أن المريخ تشكل مثل الأرض، منذ حوالي 4.5 مليار سنة. ولكنه أبعد عن الشمس لذلك تصله إشعاعات شمسية أقل. ومع ذلك تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن الغلاف الجوي للمريخ كان في الماضي البعيد أكثر كثافة، وأن الأنهار والبحيرات وحتى البحار كانت موجودة على سطحه. ويعتقد أن الكوكب فقد غلافه الجوي منذ حوالي 3-4 مليار سنة، ما أدى إلى اختفاء الماء السائل.
وتقدم النماذج المناخية الحالية للمريخ “لقطات” لظروفه في فترات معينة.
أما النموذج الجديد فقادر على محاكاة تطور الكوكب على مدى آلاف أو حتى ملايين السنين، مع الأخذ في الاعتبار عوامل، مثل تغير ميل محور المريخ، وتكوين الغلاف الجوي، والنشاط البركاني، واصطدام الكويكبات.
ويقول فرانسوا فورجيه رئيس الفريق موضحا: “يمكننا أن نصمم نموذجا لكيفية تشكل الجليد والبحيرات واختفائها، وكيف تغير المناخ تحت تأثير عوامل مختلفة”.
ووفقا للباحثين، سيكشف فهم تاريخ مناخ المريخ أسرارا حول ماضي الكوكب، ما سيساعد العلماء على تحديد الظروف اللازمة لظهور الحياة خارج الأرض. وهذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الكواكب الصالحة للحياة في أنظمة نجمية أخرى.
ويأمل الباحثون أن يصبح عملهم خطوة مهمة في دراسة المريخ، وكذلك العوالم الأخرى التي يحتمل أنها كانت مأهولة ذات يوم.