الاحتفال بعيد الميلاد في باكستان يتميز بالتضامن مع الفقراء وبتنظيم لقاءات بين الأديان
مع مرور الزمن حصل نوع من الانثقاف التدريجي للاحتفال بهذا العيد، كما أوردت وكالة فيديس الكاثوليكية للأنباء، وقد أبصرت النور العديد من التقاليد المحلية، بينها على سبيل المثال الأناشيد الميلادية بلغات البنجاب والأوردو، فضلا عن الموسيقى التقليدية الباكستانية. وقد جرت العادة أن يُنشد الفتيان الأناشيد الميلادية في المدن والقرى ويتنقلون بين منازل الجوار، حيث يجدون غالباً ترحيبا حارا.
كما أن ثمة تقليداً آخر يُمارس في الرعايا والجماعات الكنسية، ألا وهو تقاسم الطعام والهدايا مع الأشخاص الأشد فقراً وعوزا، ويتم ذلك بروح المحبة الذي يُشعر هؤلاء الفقراء بقرب المسيح من البشرية جمعاء. وفي هذا الإطار نظمت هيئة كاريتاس المحلية في أبرشية فيصل أباد مأدبة غداء للعائلات الفقيرة، وفي العديد من الرعايا تُقدم الضيافة للأطفال الذين حُرروا من العمل القسري في مصانع حجارة البناء.
وأوضحت وكالة فيديس أن الأشخاص يلقون على بعضهم التحية التقليدية في عيد الميلاد ويقولون “لتكن بركة الميلاد معك”، والأمر لا يقتصر على المسيحيين وحسب بل على أتباع مختلف الديانات. وفي الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر، يحتفل الباكستانيون بعيد آخر، ألا وهو عيد مولد محمد علي جناه، الذي يُعتبر أب الأمة الباكستانية، وهذه العطلة الرسمية تُفسح المجال أمام المسلمين أيضا للمشاركة في مبادرات ولقاءات ما بين الأديان، من بينها لقاء نُظم في راول بيندي خلال الأيام القليلة الماضية.
وقد شارك في اللقاء رئيس أساقفة إسلام أباد راول بيندي المطران جوزيف أرشد الذي أكد أن أبرز التحديات التي تواجهها اليوم باكستان هي انعدام التسامح، والعنف، والتطرف والأزمة الاقتصادية. وشدد سيادته في هذا السياق على ضرورة أن يُعزز التناغم ما بين الأديان، خصوصا خلال الاحتفالات التي شكلت في الماضي وللأسف مناسبة لممارسة الإرهاب والعنف وإراقة الدماء. وأكد القادة الدينيون المسيحيون والمسلمون والهندوس الذين شاركوا في اللقاء أن من ينشرون الحقد ويقومون بنشاطات إرهابية لا دين لهم، وهم يحتقرون البشرية احتقاراً تاما، وطالبوا بحوار مثابر بين الأشخاص المنتمين إلى مختلف الديانات معبرين عن التزامهم في نشر التناغم بين الأديان وسط جماعاتهم.