بعد 75 عامًا تعود الهندية رينا فارما لزيارة منزلها في باكستان

0 302

وقفت الهندية رينا فارما (90 عاما) يوم الأربعاء بشرفة منزل في باكستان شهد ولادتها وطفولتها إذ تمكنت أخيرًا من العودة إليه للزيارة للمرة الأولى منذ 75 عامًا وراحت تسترجع ذكريات طفولتها المرحة.

قالت فارما والدموع تملأ عينيها “كنت أقف هنا وأغني… هذه دموع الفرح”.

تتذكر فارما بوضوح اليوم الذي تركت فيه هي وأسرتها هذا المنزل الصغير المؤلف من ثلاثة طوابق في زقاق ضيق بمدينة روالبندي الباكستانية التي استقبلها سكانها بالزهور والورود لدى وصولها يوم الأربعاء.

كما رقصت مع بعض السكان على قرع الطبول لدى دخولها الشارع الذي كانت تلهو به طوال اليوم وهي طفلة.

وأسرة فارما من بين الملايين الذين انقلبت حيواتهم رأسا على عقب بسبب التقسيم الاستعماري للهند لدولتين لتصبح الهند ذات أغلبية هندوسية وباكستان ذات أغلبية مسلمة مع نهاية الحكم الاستعماري البريطاني في 1947.

وشهدت عملية التقسيم أحد أكبر موجات الهجرة الجماعية في التاريخ وشابها العنف وسفك الدماء مع تغيير نحو 15 مليونًا من المسلمين والهندوس والسيخ لمقار إقامتهم في حالة اضطراب سياسي واجتماعي ضخمة راح ضحيتها زهاء مليون شخص.

وقالت فارما: “أنا سعيدة للغاية لأرى البيت قائمًا دون تضرر” وقضت ساعات داخله وهي تسترجع ذكريات الطفولة مع والديها وأشقائها الخمسة.

وفرت أسرة فارما إلى مدينة بوني غرب الهند قبل التقسيم بفترة وجيزة وكان عمرها آنذلك 14 عامًا. لكن باقي أفراد أسرتها توفوا دون أن يعودوا لزيارة بيتهم مرة أخرى.

وحثت فارما الدولتين على تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة لتمكين الناس من لقاء بعضهم البعض. وقالت: “أحث الجيل الجديد على العمل معًا لتسهيل الأمور… لدينا ذات الثقافة.. نفس الأمور. وكلنا نريد أن نعيش في حب وسلام”.

وكان الشارع الذي عاشت فيه فارما طفولتها في روالبندي يقطنه هندوس لكنها قالت أن المسلمين والمسيحيين والسيخ كانوا يعيشون جميعًا أيضًا في حيها بسلام.

قالت فارما: “أقول للجميع تعالوا نعلي قيم الإنسانية فوق كل شيء… كل الأديان تعلمنا الإنسانية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.