النحت على الخشب في باكستان

0 2٬861

يتقن الباكستانيون حرفا يدوية عديدة يعود تاريخها إلى قرون بعيدة وتواصل الأجيال توارثها.

ويعتبر النحت على الخشب من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان في ماضي الزمان، وتطورت لتصبح فنا يشار إليه بالبنان. واشتهر الحرفيون الباكستانيون في هذا المجال، حيث تنتقل الخبرة والمهارة من جيل الى جيل.

وتتحول القطعة الخشبية الصماء تحت أصابع النحات الباكستاني إلى لوحة فنية تنطق بجمال ثقافة متجذرة في شبة القارة الهندية.

ونال الحرفيون الباكستانيون صيتا في أسواق الأثاث العالمية بأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.

وتشتهر باكستان بأخشاب الورد، أو ما يسمى في باكستان بخشب الشيشم. فكلما تقادم عمر الشجر، الذي يستخدم في تصنيع وزخرفة هذه الأثاث، غلا سعره. والمناطق الشمالية وبعض مناطق إقليم البنجاب غنية بهذه الأشجار، التي قد تعود أعمار بعضها إلى ستين أو مئة عام.

صناعة الأثاث المنزلي بطريقة يدوية تقليدية حرفة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، فرغم تقدم الصناعة وتزايد الآلات الحديثة يوما تلو الآخر لا يزال فن الحفر على الخشب رائجا ومفضلا لدى الكثير من الزبائن، فغالبا ما يميل الناس لكل ما هو يدوي مع أن تكلفته تصل في أغلب الأحيان إلى أضعاف ثمن مصنوعات الآلات والمصانع.

مدينة روالبندي المتاخمة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد واحدة من تلك المدن الباكستانية التي تشتهر بصناعة الأثاث المنزلي على الطريقة التقليدية اليدوية وتعمل على تصدير الكثير من مصنوعاتها لدول أخرى.

يستخدم الحرفيون في حفر الأخشاب -التي يقولون أنها من أفضل الأنواع- أدوات مختلفة كالمطرقة والمبارد وأدوات التنعيم والأزاميل بكافة مقاييسها وأشكالها الملتوية منها والمستوية، حيث تتناسب عملية الحفر مع الأشكال والرسومات المختلفة التي تمثل رسوما لنبات وأزاهير معينة أو آيات وحكم إلى جانب المئات من الأشكال التي تضفي على منتوجاتهم مظهرا من الدقة يستهوي النظر يعدها فنانون ومختصون.

حرفة يقول أصحابها أنها تتطلب مهارة عالية وصبرا طويلا ليتمكن صاحبها من إتمام النقوش والرسومات بدقة منتاهية تجعلها منافسة لمنتوجات الآلات الحديثة، لا سيما وأنها تعتبر من أبرز فن الحضارات السابقة التي استمرت على مر العصور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.