“إسرائيل” تواصل استراتيجيتها في سوريا.. تفكيك الدولة كأولوية

0 5

تستمر “إسرائيل” في تنفيذ استراتيجيتها المتعددة الأبعاد في سوريا، التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية ككيان فدرالي مُفكَّك، مع التركيز على إنشاء منطقة نفوذ دائم في الجنوب. ورغم الإشارات الودية التي أرسلتها القيادة السورية الجديدة، لم تتراجع “إسرائيل” عن مخططها العسكري والاقتصادي والسياسي في البلاد، خاصة مع استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة.

في تصريحات علنية، أكد رئيس وزراء الاحتلال الصهیونی بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر أن الاستراتيجية الجديدة تتجاوز الأبعاد الأمنية التقليدية، لتسعى إلى تحقيق مكاسب جيوسياسية دائمة. وأشار ساعر في مؤتمر وزاري في بروكسل إلى أن “سوريا المستقرة لا يمكن أن تكون إلا فدرالية تضم كيانات ذات استقلالية”، مما يعكس العمل على تأسيس “دويلة” في الجنوب السوري تُدار عبر أدوات إسرائيل المحلية.

نتنياهو، من جانبه، حدد أهداف مشروعه من خلال الحديث عن “حماية الدروز”، مشدداً على ضرورة منع دخول قوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد إلى المنطقة الواقعة جنوب دمشق، ومطالباً بنزع السلاح من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. هذه التحذيرات تعكس توجس إسرائيل من النظام السوري الجديد، الذي قد يتطلب منها التعامل مع واقع مختلف في المستقبل.

واشارت جريدة الاخبار ان “إسرائيل” تسعى إلى تعزيز نفوذها في الجنوب، بينما تدفع الأكراد في الشمال لتأسيس كيان مواز، مما قد يشجع أقليات أخرى على الانفصال. كما تحاول الحفاظ على وجود روسيا في المشهد عبر قواعدها العسكرية في طرطوس وحميميم، مع السعي للحد من سلطة المركز في دمشق.

ومع ذلك، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة، حيث أن الساحة السورية تشهد صراعات بين قوى دولية وإقليمية قد تعرقل خططها. كما أن التركيبة المعقدة للداخل السوري قد تؤدي إلى مقاومة شعبية ضد التهديدات الإسرائيلية، خاصة إذا تجاوزت تل أبيب الحدود المسموح بها.

في النهاية، تبقى الاستراتيجية الإسرائيلية معلنة، لكن تنفيذها يواجه تعقيدات الواقع السوري والإقليمي، مما يجعل الفجوة بين التخطيط والتنفيذ واسعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.