موقف مفاجئ من حماس تجاه مفاوضات هدنة غزة بالدوحة
حسمت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، موقفها من المشاركة في مفاوضات الدوحة غداً الخميس، بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس كمال أبو عون في تصريح مقتضب لوكالة “شهاب”، إن الحركة لن تكون جزءاً من مفاوضات غداً سواء في الدوحة أو القاهرة.
من جهته نقل موقع “إكسيوس” الأمريكي عن مصادر قولها إن “حماس أوضحت أن ممثليها لن يشاركوا بمحادثات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنهم “سيلتقون الوسطاء بعد الحصول على تحديث”.
وأفاد الموقع أن مدير السي آي إيه وليام بيرنز يشارك غدا في اجتماع بالدوحة مع رئيس وزراء قطر ورئيسي الموساد والمخابرات المصرية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي ذات السياق، طالبت حركة حماس، الأحد، الوسطاء بتطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع يوليو/ تموز للتوصل اتفاق بشأن الهدنة في قطاع غزة “بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض”.
وفي ردها على البيان الثلاثي القطري، والمصري، والأميركي، حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، قالت حماس في بيان لها : إنها “تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 يوليو/ تموز، استنادًا لرؤية الرئيس الأميركي جو يدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك”.
وأوضحت “حماس” أن قرارها هذا أفضل من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة “توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا”.
وأضافت أن الحركة حرصت منذ بداية العدوان على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية، وأكدت دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان.
وتابعت أنها “خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان”.
وأردفت: “وفي هذا السياق وافقت الحركة على مقترح الوسطاء في 6 مايو/ أيار، ورحبت بإعلان الرئيس بايدن أواخر مايو، وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص 2735، وهو ما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد بوقف دائم لإطلاق النار، وكانت ممارساته العدوانية بحق شعبنا دليلاً عملياً على ذلك”.
وقالت حماس: “رغم أننا والأشقاء الوسطاء في مصر وقطر ندرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير بتاريخ 2 يوليو، والذي واجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، وذهب للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية، في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وأشارت إلى أنه حتى بعد إعلان البيان الثلاثي، “أقدم العدو على جريمة نكراء، وارتكب مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعين في حي الدرج بغزة وهم يؤدون صلاة الفجر يوم السبت، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم”.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق بسبب رفض “إسرائيل “مطلب حماس إنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ونهاية مايو/ أيار الماضي، طرح الرئيس الأميركي جو بايدن بنود صفقة عرضتها عليه “إسرائيل” لوقف القتال والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين بغزة، وقبلتها حماس وقتها. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطًا جديدة اعتبرها كل من وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.