حزب الله يوسع دائرة الاشتباك مع العدو جنوبًا
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح الجمعة على تطور الوضع الميداني جنوبًا، حيث كثفت المقاومة الإسلامية والفلسطينية من عملياتها على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال.
وبذلك فقد وسع حزب الله نطاق هجماته على طول خط الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا وبعمق مدى صواريخ الكورنيت، حاصداً دبابات الاحتلال في الخط الأمامي، بعدما أكمل أمس مهمة التخلص من الستار الإلكتروني المتمثل بالرادارات وأجهزة التنصّت وأدوات الحرب الالكترونية وما يرتبط بها من الكاميرات على طول خط الحدود، فيما أعلنت كتائب القسام- لبنان مسؤوليتها عن إطلاق 30 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه مستوطنتَي نهاريا وشلومي شمال فلسطين المحتلة.
كتبت صحيفة الاخبار بدأت التطورات المتسارعة عند الجبهة الحدودية مع لبنان تُقلق العدو، بجيشه وإعلامه وجبهته الداخلية، إذ تتعالى الأصوات لاعتبار ما يجري حرباً كاملة المواصفات مع حزب الله. واستهدف مقاتلو الحزب أمس تحصينات مواقع العباد، المالكية، المنارة، جل العلام، البحري، زرعيت، ثكنة شوميرا وبرج مراقبة في حدب البستان بالأسلحة المباشرة، ضمن خطة فقْء العيون وتمّت إصابتها إصابة دقيقة وتدمير كمية من تجهيزاتها الفنية والتقنية.
وفي إطار تعزيز مشاركة الفصائل الفلسطينية، أعلنت كتائب القسام- لبنان مسؤوليتها عن إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مستوطنتَي نهاريا وشلومي شمال فلسطين المحتلة.
وكتبت صحيفة البناء أيضا على جبهة الجنوب اللبناني، تحدثت معلومات مؤكدة عن إمساك المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله بزمام المبادرة، حيث قام جيش الاحتلال بحشد ثلاث فرق عسكرية لمواجهة احتمال التصعيد من جانب المقاومة، متخذاً وضعية دفاعية، حيث يكتفي بالرد على هجمات المقاومة على مواقعه من جهة، وقام بإخلاء المستوطنين على عمق 6 كلم ونشر جنوده في منازل المستوطنين تحسباً لفرضية العبور الى الجليل من جانب المقاومة من جهة أخرى، بينما قام حزب الله بتوسيع نطاق هجماته على طول خط الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا وبعمق مدى صواريخ الكورنيت، حاصداً دبابات الاحتلال في الخط الأمامي، بعدما أكمل أمس مهمة التخلص من الستار الإلكتروني المتمثل بالرادارات وأجهزة التنصّت وأدوات الحرب الالكترونية وما يرتبط بها من الكاميرات على طول خط الحدود.
وفي الحصيلة التي تحملت خلالها المقاومة ارتقاء دزينة من مجاهديها شهداء تؤكد المعلومات ان جيش الاحتلال خسر بين 30 و40 قتيلاً وعشرات الجرحى، بالإضافة لعدد من المواقع المحصنة وعشر دبابات على الأقل.
وكثفت المقاومة الإسلامية والفلسطينية في لبنان من عملياتها العسكرية على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال الذي يعيش في قلقل وإرباك كبير وقد اتخذ إجراءات مشددة كالتقليل من تحركاته والتنقل بآلياته العسكرية إلا للضرورة القصوى والاختباء في الثكنات والمواقع والدشم، وفق ما تشير مصادر ميدانية والتي أكدت بأن المقاومة مستمرّة في عملياتها وبوتيرة أعلى ولن توفر أي هدف إسرائيلي على طول الحدود، ولن تسمح للعدو بأن ينعم ساعة بالهدوء، مشددة على أن اليد الطولى للمقاومة والتي تتحكم بالميدان وتفرض على العدو معادلة صعبة وهي بث الرعب في جنود جيش الاحتلال وضباطه واتخاذه إجراءات صعبة ونقل مئات الآلاف من الجنود والضباط من محيط قطاع غزة وحشدهم على الجبهة الشمالية مع لبنان، إضافة الى نشر الذعر في نفوس المستوطنين والشلل الاقتصادي في أغلب مناطق شمال فلسطين.
كما لفتت المصادر إلى أننا في حالة حرب مفتوحة وحقيقية مع العدو الإسرائيلي ومرشحة للتوسّع ولدخول عناصر قوة وتكتيكات إضافية ستلحق بالعدو خسائر إضافية.
كما أن الجبهة باتت مشرعة أمام كافة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبالتالي حزب الله ليس شرطيّ حدود بل يدعم أي عمل مقاوم وأيّ سلاح موجه للاحتلال الإسرائيلي»، وكشفت المصادر أن «المقاومة في لبنان مرابضة على كافة المواقع على طول الحدود ومستعدة لكافة الاحتمالات وجاهزة لصفارة الانطلاق لتنفيذ عمليات نوعية وفي عمق الأراضي المحتلة وضد أهداف حساسة عندما تأتي الساعة.
ويشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية الى أن ما يجري في الجبهة الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في العلم العسكري يسمّى حالة حرب، وقد سقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة منذ العام 2006 عقب القرار 1701 حتى السابع من تشرين 2023، سقطت عندما استهدفت إسرائيل مركزاً لحزب الله وسقط عدد من الشهداء، وبالتالي تحولت الحدود مع فلسطين المحتلة الى منطقة عمليات للمقاومة، والجيش الإسرائيلي يحسب ألف حساب ويحاول قدر الإمكان تفادي توسيع الحرب لأسباب مختلفة إذ لا يستطيع القتال على جبهتين.
أما التهديدات الأميركية بتولي قتال حزب الله، فهذا غير دقيق لكون لا منطقة اشتباك مباشرة بين الحزب والقوات الأميركية وثانياً الأميركيون لا يقاتلون في البر، لأنهم لا يحتملون الخسائر البشرية لأسباب داخلية، وثالثاً إن القصف الجوي أو من البوارج الموجودة في المتوسط على عمق بعيد لا تغير بالمعادلة الميدانية والعسكرية وإن تمكنت من تدمير قرى ومدن في الجنوب وبيروت، لذلك الجيش الإسرائيلي وفق الخبراء لا يريد فتح جبهة جديدة، ولذلك أرسل الأميركيون جيشاً من الديبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين والعرب واستنفر سفراء الدول الغربية والعربية في لبنان للضغط على الحكومة وحزب الله لوقف تدخل الحزب في الحرب.
ووفق أوساط سياسية مطلعة على موقف المقاومة فإن قيادة الحزب لن تعطي أي تطمينات ولا ضمانات لأي ديبلوماسي ولا موفد ولا رسول من اي مكان أتى، بأنها ستوقف عملياتها أو ستقف على الحياد بهذه المعركة ولن تفصح عن أوراقها ولا عن مستوى التدخل وتوقيته ولا أي تفصيل يطلبه العدو عبر أدواته الديبلوماسية التي تصول وتجول في لبنان”، مشددة على أن أي قرار تتخذه قيادة المقاومة أو أي خطوة مرتبطة بمجريات الميدان لا سيما في غزة والوجهة التي سيسلكها العدو الاسرائيلي وحليفه الأميركي الذي يدير الحرب بشكل مباشر من بوارج التحكم والقيادة والسيطرة الراسية في البحر المتوسط فيما المسؤولون الأميركيون انضموا الى غرفة عمليات الاحتلال الاسرائيلي”.
وكشفت الأوساط أن “المقاومة تعمل بشكل عقلاني ومنطقي من غير تسرّع أو مواقف عاطفية وعشوائية وتدير المعركة بحكمة وعقل بارد وتدرس كافة السيناريوت والخيارات ومستعدة لأي احتمال.