في ظل تعليق المفاوضات.. مواجهات متقطعة في السودان وتزايد المعاناة
قصف الجيش السوداني، أهدافاً تابعة لقوات “الدعم السريع” بالقرب من منطقة العسال جنوبي العاصمة الخرطوم، أمس الجمعة، فيما سُمعت أصوات المضادات الأرضية وشوهدت طائرات استطلاع تُحلّق في المنطقة.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، إنّ القوات المسلحة تواصل عمليات التمشيط ضد من وصفهم بالمتمردين في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، في حين أشارت الأمم المتحدة إلى نقص كبير في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة في البلاد.
وذكر الناطق باسم الجيش أنّ العمليات ضد قوات “الدعم السريع” مستمرة كما هو مخطّط لها، وأضاف أنّ ما سماها “بالمليشيا المتمردة” مستمرة في وجودها بالمناطق السكنية، وتمارس الجبايات على المواطنين الذين يخرجون من العاصمة عبر المعابر كما تقوم بطرد المواطنين من منازلهم في بعض المناطق مثل حي شمبات بالخرطوم بحري.
في غضون ذلك، أفاد شهود، بأنّ قوات “الدعم السريع” هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، حيث ارتكبت أعمال سلب ونهب للبنوك والمنشآت الحكومية، وفق وكالة “فرانس برس”.
فيما اتهمت “قوات الدعم السريع”، الجيش السوداني بالتهرب من أي طروحات تؤدي إلى حلول، مؤكدة أن العمل جار على “تثبيت وقف النار” في السودان.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أنّ الوساطة السعودية الأميركية ما زالت قائمة في انتظار الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات.
وأوضحت أنّ الوسطاء ينتظرون الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
لا تحسّن في الوضع الإنساني
إنسانياً، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنّ الوضع الإنساني في السودان لا يشهد أي تحسّن، في وقت تعاني فيه خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان من نقصٍ كبير في التمويل.
ووصف غريفيث الوضع غرب دارفور “بالخطير للغاية”، مشيراً إلى صعوبات تواجه المنظمة في إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، قالت منظمات ومسؤولو إغاثة إنّ الصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبّب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاماً، واختطافهن.
وذكرت منظمة إنقاذ الأطفال، في بيان أمس، إنّ مقاتلين مسلحين يعتدون جنسياً على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن “بأعداد مقلقة”، بينما أفادت الأمم المتحدة بوجود “زيادة ملحوظة” في العنف على أساس النوع.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في 15 نيسان/أبريل الماضي، الأمر الذي أدّى إلى معارك يومية في العاصمة الخرطوم، وأجّج عمليات القتل في إقليم دارفور غربي البلاد، ويهدد هذا الاشتباك بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكن سرعان ما كان يتمّ خرقها.
ولطالما حذّرت الأمم المتحدة من تدهورٍ سريع للوضعٍ الإنساني في ثالث أكبر بلد أفريقي مساحةً، علماً بأنّ ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في السودان تسبب حتى الآن في تشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.