الشرطة الفرنسية تراقب المحتجين بالطائرات المسيرة

تستخدم الشرطة الفرنسية طائرات مسيرة في باريس ومحيطها اعتبارا من مساء اليوم وحتى الصباح، في ظل الاحتجاجات المتواصلة إثر مقتل شاب برصاص شرطي.

0 48

وقالت مديرية أمن باريس في بيان، الأحد، إنه سُمح للشرطة باستخدام طائرات “الدرون” في باريس وكافة مدن محافظة “سين سان دوني” وبعض مدن محافظة “أو دو سين” من الساعة 18.00 وحتى 06.00 بالتوقيت المحلي (ت.غ+2).

يشار إلى أن “سين سان دوني” و”أو دو سين” محافظتان مجاورتان للعاصمة باريس.

وذكرت صحيفة “لو باريزيان” أن 7 آلاف شرطي سينتشرون مساء اليوم في باريس وضواحيها لحفظ الأمن.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، الأحد، حصيلة خسائر كبيرة خلفتها الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل الشاب نائل (17 عامًا) على يد الشرطة.

من جانب آخر، تداولت وسائل الإعلام ، على نطاق واسع، أعمال العنف التي إندلع في فرنسا عقب مقتل المراهق “نائل”برصاص الشرطة، منتقدة على الخصوص إخفاق الرئيس إيمانويل ماكرون في التصدي للتمييز وعنف الشرطة الذي تعاني منه البلاد.

حيث أشارت “وول ستريت جورنال”،يوم الجمعة الماضية، في مقال لها هذه المرة،,كتبت “أن الاضطرابات تنبع من التوترات التي تتصاعد منذ سنوات بين الشرطة وأقليات الطبقة العاملة في فرنسا، والكثير منهم من المسلمين، والذين يقيمون في ضواحي البلاد أو في ضواحي المدن”.

واعتبرت الصحيفة أن “هذا الغضب أفسح المجال، ولخمس ليال متتالية لحد الآن، أمام مظاهرات عنيفة في جميع أنحاء البلاد”، موضحة أن مأساة مقتل القاصر نائل “جددت النقاش المحتدم حول التمييز والحفاظ على النظام في صفوف المجتمعات متعددة الأعراق، من ذوي الدخل المنخفض”.

وتابعت، أن “استمرار الاضطرابات سيكون بمثابة ضربة موجعة للبرنامج الحكومي”، مذكرة بأن “ماكرون ووزراءه أمضوا معظم السنة في معالجة تداعيات تنفيذ إصلاحات نظام التقاعد، التي لم تحظ بشعبية على الإطلاق”، وبأن قضايا العرق والتمييز تكتسي طابعا سياسيا وتتسم بحساسية شديدة في فرنسا.

من جهتها، أبرزت جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن “تصعيد الأزمة يعد اختبارا لماكرون”، الذي “تعرضت طموحاته على الصعيد العالمي لاختبار عسير بسبب الاختلالات الداخلية”.

ولاحظت الجريدة، أن “وفاة المراهق أشعلت، من جديد، الجدل المحتدم حول العرق والهوية والشرطة”، مبرزة أن المناضلين الفرنسيين يطالبون بوضع حد لما يسمونه تكتيكات الشرطة التمييزية التي تستهدف الأقليات بشكل غير متكافئ في فرنسا، وخاصة الأشخاص المنحدرين من أصول إفريقية وعربية.

أيضا، كتبت إذاعة “راديو كندا” على موقعها الإلكتروني، أن “فرنسا تستيقظ على مشهد ما بعد الفوضى، عقب ليلة ثالثة من العنف في العديد من المدن”، مضيفة أن “أجندات الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته انقلبت رأسا على عقب”.

وأبرزت الوسيلة الإعلامية الكندية أن مسؤولين سياسيين، وخاصة قادة اليمين المتطرف، باتوا يتحدثون عن إمكانية اللجوء إلى إقرار حالة الطوارئ.

وأشارت “راديو كندا” إلى أن الأمم المتحدة انتقدت العنصرية في صفوف قوات الأمن الفرنسية، وأوردت في هذا الصدد بيانا لرافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، شددت فيه على أن “هذه لحظة للبلاد (فرنسا) للتعامل بجدية مع القضايا العميقة للعنصرية والتمييز في إنفاذ القانون”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.