أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، استئناف مفاوضات السلام مع حركة “طالبان” الأفغانية؛ بعد أقل من ثلاثة أشهر على تعثرها، وفق إعلام أمريكي.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده ترامب مع نظيره الأفغاني أشرف غني، في قاعدة “باغرام” العسكرية، على هامش زيارة مفاجئة أجراها إلى أفغانستان للمرة الأولى، حيث قدم تحيات عيد الشكر للقوات الأمريكية.
وفي وقت سابق، هبطت طائرة ترامب في قاعدة “باغرام” الجوية – المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأمريكية خارج العاصمة الأفغانية كابول- بعد مغادرته فلوريدا سرًا في رحلة غير معلنة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن ترامب قوله، إنه استأنف مفاوضات السلام مع طالبان.
وأضاف ترامب إن “طالبان تريد عقد اتفاق، ونحن نلتقي بهم”.
وتابع: “سنبقى حتى يحين وقت التوصل إلى اتفاق، أو نحقق نصرا كاملا، يريدون عقد صفقة سيئة للغاية”، في وقت أكد رغبته في تقليص تواجد قوات بلاده من 12 ألف أو 13 ألف إلى ثمانية آلاف و600.
وأردف: “طالبان ترغب بعقد اتفاق، سنرى ما إذا كانوا سيعقدون اتفاقا. إذا فعلوا ذلك، فعلوا، وإذا لم يفعلوا، لن يفعلوا. هذا جيد”.
وأشار أيضًا أن طالبان مستعدة الآن للموافقة على وقف لإطلاق النار، وهي مسألة خلاف في المحادثات السابقة.
وقال: “نقول إنه لا بد أن يحدث وقف إطلاق النار، ولا يريدون وقف إطلاق النار. الآن يريدون فعلاً وقف إطلاق النار. أعتقد أنه سينجح على الأرجح بهذه الطريقة”.
وتعتبر الزيارة الأولى لترامب إلى أفغانستان منذ توليه الرئاسة في 2017، وجرت تحت غطاء من السرية، حيث وصل على متن طائرة داكنة اللون في رحلة أخفاها البيت الأبيض عن أجندته العامة لأسباب أمنية.
وفي 7 سبتمبر الجاري، أعلن ترامب وقف المحادثات مع “طالبان”، وألغى محادثات مع قادة الحركة في “كامب ديفيد” كان يعد لها بشكل سري.
وأجرى المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، تسع جولات من المفاوضات مع طالبان في الدوحة بقطر، من دون أن يكشف الكثير عن وقائعها.
وتشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعا بين حركة طالبان من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وتشن طالبان التي تسيطر على نصف البلاد تقريبا، هجمات شبه يومية ضد الحكومة، وترفض إجراء مفاوضات مباشرة معها بحجة أنها “غير شرعية”، وتشترط بغية التوصل لسلام معها خروج القوات الأمريكية من البلاد.