باكستان تفعّل المقايضة مع عدد من الدول
اعلنت باكستان مطلع الشهر الجاري، تفعيل نظام المقايضة، حيث تعدد البلاد وبالتعاون مع جيرانها، خياراتها في تأمين السلع الأساسية التي تتكل على استيرادها شكل دائم، حيث اتفقت اسلام اباد و طهران كابل وحتى موسكو على بدء تعاون استراتيجي قائم على نظام التبادل التجاري التقايضي.
ويمر الاقتصاد الباكستاني في وضع صعب بسبب أزمةٍ في ميزان المدفوعات، وتراجع سعر الصرف، بالإضافة إلى تضخمٍ يضارب سقوفاً لم يسبق أن رأتها باكستان، وديون ضخمة مستعصية
ويتيح هذا الخيار لباكستان، الحفاظ على رصيدها من النقد الأجنبي، حيث أن احتياطي الأصول الأجنبية بالكاد يكفي لشهر واحد، ولا يمكن الاتكال على هذا الرصيد للاستيراد.
وكون أن تأمين الطاقة يعد أحد أكبر المشاكل التي يواجهها البلد المأزوم، فإن باكستان يمكنها الاستفادة من الفرص التي تقدمها ايران في هذا المجال، والتي حالت بين انتهاز اسلام اباد لهذه الفرص أزمة مالية لا تبقي ولا تذر.
إضافة الى بدء تصدير البضاعة الباكستانية في السوق الإيرانية والأفغانية على حد سواء، و انعاش قطاع التصدير الذي تلقى العديد الضربات بسبب الأزمة الاقتصادية.
يرى متخصصون في الشأن الاقتصادي أن العودة الى اعتماد المقايضة كوسيلة للتبادل التجاري، والتي كانت معتمدة قبل ظهور العملات، تعكس توجهاً دولياً للتخلص من هيمنة الدولار الذي بات يشكل هاجساً للعديد من الدول النامية
وقد خطت باكستان عدّة خطوات في هذا الطريق، حيث أبرمت صفقة استيراد شحنات من النفط والغاز الروسي مسددة قمية الشحنات باليوان الصيني، وينص الاتفاق الروسي-الباكستاني أن تسدد اسلام اباد مدفوعات الشحنات القادمة بعملات دول صديقة.
على الرغم من أن النهج التقايضي قد أكل عليه الدهر وشرب، وكونه وسلية للدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية عميقة، الا أنه من الممكن أن يتحول الى مشروع استراتيجي في حال لاقى ترحيباً دولياً.
فخلال مقابلة خاصة أجريتها بنفسي مع رئيس غرفة التجارة والصناعة في اسلام اباد السيد أحسن بختواري قبل يومين، قال لي ورداً على سؤالي عن مستقبل هذه المبادرة ، أن “باكستان والدول المشاركة تتطلع الى توسيع دائرتها الاقليمية لتشمل دولاً عديدة منها تركيا والصين، وفي حال حدث ذلك سيتحول هذا التوجه من مباردة الى مشروع استراتيجي”.
ختاماً.. نقول أن باكستان المأزومة، تبحث عن اساليب وأطر تلتف من خلالها على أزمة نقص الدولار في خزائنها، وتَعاون الدول المجاورة الذين بدورهم يعانون من مشاكل اقتصادية على مستويات مختلفة، كإيران وأفغانستان، ودولاً أخرى تربطها بإسلام اباد مصالح متبادلة ومتشابكة كروسيا والصين قد يمنح هذا المشروع أهمية استراتيجية، تطمع دول أخرى للاستفادة منها.
الكاتب:سلمان علي
اسلام اباد