مركبة كيوريوسيتي تعثر على آثار للأحماض الدهنية في صخرة على المريخ

0 35

يؤكد فريق دولي من علماء الكواكب أن مركبة كيوريوسيتي اكتشفت آثار ثلاثة هيدروكربونات معقدة – ديكان، وأونديكان، ودوديكان – في صخرة كمبرلاند.

وتشير مجلة PNAS إلى أن هذا الاكتشاف، وفقا لعلماء الكواكب الأوروبيين والمكسيكيين والأمريكيين برئاسة بول ماهافي، مدير قسم استكشاف النظام الشمسي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، يدل على وجود أحماض دهنية في الصخور الرسوبية على المريخ.

ويذكر أن مركبة كيوريوسيتي عثرت بالفعل على عينات من جزيئات عضوية تحتوي على ما يصل إلى ست ذرات كربون. والآن، تمكن الباحثون من رصد جزيئات من ثلاثة هيدروكربونات دفعة واحدة في عينات من صخور كمبرلاند الصخرية – الديكان، والأونديكان، والدوديكان. وعلى الأرجح، كانت هذه الجزيئات موجودة في البداية في هذه الصخور على شكل أحماض دهنية.

وكان اكتشاف المركبة كيوريوسيتي لصخرة كمبرلاند أحد أكثر الاكتشافات المبكرة المثيرة للاهتمام، حيث اكتشف المختبر الكيميائي الموجود على متن المركبة في عينات من أعماقها آثارا لوجود الكلوروبنزين والثيوفين، وهي مواد عضوية عطرية تحتوي على النيتروجين والكبريت. وكان هذا الاكتشاف أحد المؤشرات الأولى على وجود مركبات عضوية معقدة على سطح المريخ، التي عثرت عليها لاحقا مركبة ناسا الرابعة في مناطق أخرى من فوهة جيل.
ومؤخرا، ابتكر ماهافي وزملاؤه خوارزمية لمعالجة عينات الصخور، تسمح بالبحث عن آثار الهيدروكربونات المعقدة، التي لم يعتقد العلماء سابقا أنها قد تكون موجودة على المريخ. ولكن عندما درسوا عينات كومبرلاند القديمة باستخدام الخوارزمية المبتكرة، وجدوا أن قطعة الصخر الزيتي المريخي تحتوي على جزيئات تحتوي على ما لا يقل عن عشرة ذرات كربون (ديكان)، وإحدى عشرة (أونديكان)، واثنتي عشرة (دوديكان).

وأظهرت التجارب اللاحقة التي أجريت على صخور المريخ ونظائرها في المختبر أن هذه الهيدروكربونات هي على الأرجح نواتج تحلل مواد عضوية أكثر تعقيدا، بما فيها الأحماض الدهنية المشبعة مع عدد مماثل من ذرات الكربون. وتوجد على الأرض مركبات مماثلة في زيت النخيل وجوز الهند، ولكن على المريخ، مصدرها على الأرجح هو الأجسام الجامدة. لكن العلماء لا يستبعدون أن تكون جزيئات الديكان والأوندكان والدوديكان ذات أصل حيوي أيضا.

وتجدر الإشارة إلى أن مركبة كيوريوسيتي هبطت على سطح المريخ في شهر أغسطس عام 2012 وخلال سنوات عملها على الكوكب الأحمر جمعت معلومات عن التركيب الكيميائي للمريخ ومناخه وطقسه. كما عثرت على آثار وجود جزيئات البنزول والبروبان في الصخور الرسوبية المريخية، وحصلت على أدلة عن وجود بحيرة مياه عذبة في الماضي البعيد في قاع فوهة جيل، التي تحتوي على النيتروجين ومركبات الكبريت ومواد أخرى مهمة للحياة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.