دولة جديدة قد تظهر على خريطة العالم في عام 2027!
تلوح في الأفق بوادر ظهور دولة جديدة في العالم، وهذه المرة من قلب جنوب المحيط الهادئ، حيث تسعى “جزيرة بوغانفيل” إلى الاستقلال الكامل عن بابوا غينيا الجديدة بحلول عام 2027، بعد عقود من النزاع والمفاوضات.
وفي وقت يشهد فيه العالم جمودا نسبيا في ولادة دول جديدة، تبرز جزيرة بوغانفيل الواقعة جنوب المحيط الهادئ كمرشحة قوية لتكون الدولة التالية التي تُضاف إلى الخريطة السياسية العالمية، بحلول عام 2027.
بوغانفيل، التي تقع بين بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان، تتميز بطبيعتها الخلابة ومساحتها التي تقدّر بنحو 9300 كيلومتر مربع.
ورغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 300 ألف نسمة، فإنها تُعد من أبرز المناطق التي تناضل من أجل الاستقلال منذ عقود، حيث ترى نفسها ثقافيا أقرب إلى “جزر سليمان” منها إلى بابوا غينيا الجديدة.
الجزيرة خضعت لسيطرة الإمبراطورية الألمانية منذ عام 1886، ثم وقعت تحت الاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن تعود لاحقا إلى الإدارة الأسترالية وفي عام 1975، أصبحت رسميا جزءا من دولة بابوا غينيا الجديدة، بعد الاستقلال عن أستراليا.
غير أن هذا الانضمام لم يكن سلسا، إذ اندلعت حرب أهلية دامية بين عامي 1988 و1998 بسبب التهميش السياسي والاستغلال الاقتصادي للمنجم الضخم للنحاس في بانغونا.
الحرب أودت بحياة نحو 15 ألف شخص، وأسفرت عن دمار كبير في الجزيرة، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق سلام في عام 2001، نصّ على منح بوغانفيل حكما ذاتيا ضمن بابوا غينيا الجديدة، مع وعد بإجراء استفتاء شعبي حول الاستقلال في المستقبل.
وفي عام 2019، شهدت الجزيرة استفتاء تاريخيا صوت فيه أكثر من 98% من السكان لصالح الاستقلال.
ورغم أن الاستفتاء غير ملزم قانونيا، إلا أنه عبّر بوضوح عن الإرادة الشعبية.
ومنذ ذلك الحين، تتوالى المفاوضات بين الحكومة المركزية في بورت مورسبي وقادة بوغانفيل للتوصل إلى صيغة تُفضي إلى استقلال سلمي ورسمي.
وبحسب تقارير إعلامية وشائعات متداولة، فإن حكومة بابوا غينيا الجديدة قد توافق على الاستقلال الكامل للجزيرة بحلول عام 2027، ما يجعل بوغانفيل أول دولة جديدة تنشأ منذ أكثر من 14 عاما.
اقتصاديا..
تعتمد بوغانفيل بشكل رئيسي على قطاع التعدين، وخاصة النحاس، لكنها لا تزال تُعاني من بنية تحتية ضعيفة نتيجة آثار الحرب والحصار السابق ومع ذلك، تُعد الجزيرة من أكثر مناطق بابوا غينيا الجديدة تطورا من حيث التعليم والصحة.
إذا تم الاعتراف بها كدولة مستقلة، فإن بوغانفيل ستكون واحدة من أصغر دول العالم من حيث عدد السكان، لكنها ستكون غنية بتاريخها وتطلعاتها السياسية، لتبدأ بذلك فصلا جديدا من قصتها الطويلة مع الاستقلال والسيادة.