باكستان قلقة حيال مقترح ترامب بشأن غزة: “غير عادل”
أعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن قلقها الشديد حيال مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، قائلة إن المقترح الذي أثار حالة استياء واسعاً في أوساط الشعب الباكستاني غير واقعي وغير منطقي. وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية شفقت علي خان في بيان له، أمس الخميس، إنّ مقترح ترامب بشأن تهجير أهل غزة مثير للقلق وغير عادل.
وأكدت الخارجية الباكستانية أنّ الأراضي الفلسطينية كلها للشعب الفلسطيني وهو الذي يتخذ أي قرار بشأنها وليس أي دولة أخرى، مطالبة المجتمع الدولي بالعمل والسعي الحثيث من أجل إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الأمم المتحدة، وشددت على أن باكستان تقف دوماً إلى جانب قضية فلسطين والشعب الفلسطيني، ولا حلّ للقضية سوى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وشدد شفقت علي خان على ضرورة عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، بمن فيهم سكان غزة، لافتاً إلى أن خروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة “ضروري للغاية”. وأثار اقتراح ترامب نقل سكان غزة إلى مناطق أخرى حالة قلق وغضب واسعين في أوساط الشعب الباكستاني، وقال الناشط الباكستاني شاهد الله خان لـ”العربي الجديد”، إنه “لا حق للأميركيين أن يتحدثوا عن مستقبل غزة أو أي بقعة من الأراضي الفلسطينية، لأنها كانت جزءاً من العدوان الهمجي الإسرائيلي، الذي استشهد على أثره أكثر من 47 ألف شخص من سكان غزة”، متسائلاً “كيف يمكن لها أن تتحدث عن إجلاء أهل غزة في حين أن أميركا وإسرائيل فشلتا في مواجهة غزة ومن فيها”.
وتابع “الولايات المتحدة الأميركية التي انهزمت في أفغانستان والعراق كيف يمكن لها أن ترسل قواتها إلى غزة، التي صمدت في وجه القوات الإسرائيلية والسلاح الأميركي، وستصمد أيضاً أمام أي مخطط أجنبي، سكان غزة وسكان فلسطين هم من سيقررون مستقبلهم وليس إسرائيل وأميركا، وقد أثبتت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ذلك”.
في الأثناء، دعا الأكاديمي الباكستاني محمد رانا الدول العربية إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب فلسطين ضد أي مخطط أجنبي، مطالباً المجتمع الدولي أيضاً بأن يتحرك ويحفظ المنطقة كلها من الوقوع في أتون حرب شاملة. وأكد رانا، لـ”العربي الجديد”، أن “أميركا لا حق لها في أن تقترح أي شيء حول مستقبل غزة أو فلسطين، هذا حق الشعب الذي ناضل من أجل القضية عقوداً كثيرة، ولتعلم الدول العربية، خاصة مصر والأردن، أن المخطط الإسرائيلي الأميركي لن يقتصر على غزة وحدها، بل سيتمدد إلى تلك الدول أيضاً، من هنا على الجميع الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ إذ إن دفاعه عن فلسطين وغزة هو دفاع عن كل الدول العربية، وإذا تمكنت إسرائيل من تصفية تلك القضية حينها يأتي الدور على الدول الأخرى”.