الاحتلال يقصف المدنيين بلبنان زاعماً استهداف مسؤولي المقاومة
ضمن مساره التصعيدي المستمر منذ أيام، شن الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الاثنين غارة على شقة سكنية إلى جانب مقهى شعبي في منطقة زقاق البلاط في بيروت، حيث توزع مساعدات إغاثية للنازحين، ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 31 آخرين.
ويبدو واضحا، وخصوصا من غارتي مار الياس وزقاق البلاط، أن الاحتلال يتقصد إثارة مشكلة بين أهل العاصمة بيروت والنازحين عبر الزعم بأنه استهدف في زقاق البلاط “غرفة عمليات لحزب الله”.
واشارت صحيفة “الاخبار” اللبنانية ان مصادر أمنية أكدت أن الاحتلال يكذب في ادعائه بأنه استهدف في مار الياس “مسؤولا عملياتيا في المقاومة”، إذ إن الغارة استهدفت متجرا لبيع الإلكترونيات، واستشهد شقيق صاحب المتجر، وليس قياديا في حزب الله الذي لم ينع أي مسؤول. ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم صراحة إن “تكثيف الغارات على بيروت هو لزيادة الضغط على حزب الله ليقبل اتفاق وقف إطلاق النار”.
وبعد نحو ساعة على غارة زقاق البلاط، أطلقت المقاومة صلية صاروخية باتجاه منطقة تل أبيب، وسط فلسطين المحتلة. وبعدما دوت صافرات الإنذار بكثافة في المدينة وأكثر من 100 مدينة ومستوطنة حولها، سقط صاروخ “ثقيل”، بحسب تعبير الشرطة الإسرائيلية، بشكل مباشر، على مبنى في حي بني براك شرق تل أبيب، ما أدى الى دمار كبير في المبنى الذي اخترق الصاروخ عدة طبقات منه، وحطم واجهات المباني والمتاجر المحيطة حتى مسافة كيلومتر واحد، وأصيب 6 مستوطنين بجروح بين خطيرة ومتوسطة.
وادعى جيش الاحتلال بداية أن “سلاح الجو اعترض صاروخا عبر من الأراضي اللبنانية”. وبعد وقت قصير، أكدت الشرطة الإسرائيلية أن “الهجوم قرب تل أبيب لم ينجم عن شظايا صاروخية، بل عن سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى”.
وأضاف قائد شرطة تل أبيب أن “المبنى الذي ضرب قد ينهار”. ونقلت “القناة 12” عن رئيس بلدية رمات غان (ضمن تل أبيب) أن “هناك تباينا في إعلانات الجيش الإسرائيلي والشرطة بشأن ما حدث في المدينة”.
كما أشارت وسائل إعلام الاحتلال إلى العثور على بقايا صاروخ من طراز “فاتح 110”. كما أعلنت سلطات الاحتلال تعليق الحركة مؤقتا في مطار بن غوريون. وعند منتصف الليل، أصدرت المقاومة بيانا جاء فيه أنه “في إطار سلسلة عمليات خيبر، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على نقاط عسكرية حساسة – سيتم الإعلان عنها لاحقا – في مدينة تل أبيب”.
وخلال النهار، قصفت المقاومة بالصواريخ أهدافا عسكرية في الشمال، واستهدفت عدة مستوطنات ومدن ضمن دورة القصف اليومي التي ثبتتها المقاومة منذ أسابيع، ابتداء من كريات شمونة وصولا الى الكريوت شمال حيفا، وقد أضافت إليها أمس مستوطنتي كرِم بن زِمرا وحوسن، للمرة الأولى. وبحسب إعلانات الاحتلال، تجاوز عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله، أمس، 140 صاروخا، في حين كان الاحتلال قد روج الى أن الحزب – بفعل ضربات الجيش الإسرائيلي – بات قادرا على إطلاق 40 الى 50 صاروخا في اليوم فقط.
وفي الميدان، لا تزال قوات الاحتلال تعمل على محوري الهجوم الأساسيين، في الخيام في القطاع الشرقي، وفي شمع في القطاع الغربي. في القطاع الاول، مر يوم جديد من دون أن تتمكن قوات الاحتلال التي حشدت آلياتها وجنودها، من اجتياز الأطراف الجنوبية والشرقية والغربية لبلدة الخيام باتجاه أحيائها الداخلية.
وجاء الطقس العاصف ليصعب مهمة جيش الاحتلال، في ظل أمطار غزيرة وضباب غطى المنطقة. وخلال نهار أمس، كثف الاحتلال قصفه وغاراته على الخيام للتغطية على دبابات “الميركافا” التي كانت تحاول التقدم باتجاه سهل الخيام، مقابل مستوطنة المطلة والأطراف الشرقية والجنوبية للخيام ووطى الخيام، صعودا نحو حي المسلخ والمهنية والمعتقل.
واندلعت الاشتباكات مع المقاومين، بداية من وطى الخيام إلى محيط المعتقل والمهنية والمسلخ. وفي القطاع الغربي، تعرضت قوات الاحتلال المتوغلة في أطراف بلدة شمع لنيران كثيفة من المقاومين خلال النهار، وهجمات بالمسيرات الانقضاضية على تجمعات الجنود غربي البلدة. ومع ساعات المساء، سمع دوي انفجارات متتالية، تبين أنها ناجمة عن استهداف تجمعات جنود الاحتلال الذين احتموا في محيط مقر “اليونيفل” عند مدخل شمع الشمالي باتجاه البياضة. وتحاول القوات الإسرائيلية السيطرة على شمع بهدف الانتقال منها غربا نحو البياضة الواقعة على مرتفع يشرف على ساحل صور ومنطقتها. ولفتت مصادر ميدانية إلى أن صاروخا استهدف دبابة “ميركافا”، وأدى الى احتراقها. ولا تزال قوات الاحتلال موجودة في وادي الضبع وعين الزرقاء، الفاصل بين شمع وطيرحرفا، ولم تتمكن من الدخول الى الأخيرة.
في غضون ذلك، شيعت بلدتا بطرماز (الضنية) ومشمش (عكار)، أمس، الشهيدين في الجيش اللبناني، المعاون أول بسام الزاخوري، والعريف أول محمد حسين زعيتر، اللذين استشهدا بقصف مدفعي استهدف مركز الجيش في تلة الشعيري في الماري (حاصبيا). وكان الشهيدان يخدمان في مركز الجيش الواقع عند محطة ضخ مياه الوزاني عند مجرى النهر، لكنهما انتقلا إلى مركز الماري، بعد قرار قيادة الجيش الانسحاب من النقاط المتقدمة مع اقتراب عملية التوغل البري الإسرائيلي.