وزير مالية باكستان يحذر: رفع الضرائب أو اللجوء إلى صندوق النقد مجددا

0 436

 

حذر وزير المالية الباكستاني محمد أورنغزيب من أن خطة صندوق النقد الدولي المقبلة لإنقاذ باكستان “لن تكون الأخيرة” إذا فشلت الحكومة في زيادة عائدات الضرائب بشكل كبير، وفق ما نقلت عنه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

يأتي ذلك في أعقاب إقرار موازنة تسعى إلى إعادة ضبط اقتصاد البلد المتعثر.

وقال أورنغزيب إنه واثق من التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي هذا الشهر بشأن القرض الذي اتفقت عليه وزارته في وقت سابق بما يتراوح بين 6 و8 مليارات دولار.

واستدرك في مقابلة مع الصحيفة البريطانية “لن يكون برنامجنا المالي الأخير إذا لم نرفع إيراداتنا الضريبية”.

وكان رئيس الوزراء شهباز شريف عيّن أورنغزيب -وهو مصرفي سابق- في مارس/آذار الماضي لقيادة أحد أكثر الاقتصادات المضطربة في آسيا، والذي يعاني من تضخم بأكثر من 10% وتباطؤ النمو واحتياطيات أجنبية ضئيلة.

وتجنبت باكستان التخلف عن السداد العام الماضي بفارق ضئيل بمساعدة قرض طارئ من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، والذي انتهى أجله في أبريل/نيسان الماضي.

مستهدفات الضرائب
والشهر الماضي، أعلن أورنغزيب موازنة تتضمن مستهدفات ضريبية مرتفعة تهدف إلى دعم الإيرادات العامة وإرضاء صندوق النقد الدولي الذي طالب منذ فترة طويلة إسلام آباد بزيادة تحصيل الضرائب من بين إجراءات أخرى لا تحظى بشعبية سياسية، مثل خفض دعم الطاقة.

وتهدف الموازنة إلى جمع 13 تريليون روبية (46.6 مليار دولار) بحلول يوليو/تموز المقبل، بزيادة 40% تقريبا عن السنة المالية الحالية، لتخفيف عبء الديون المدمر الذي تسبب في ابتلاع 57% من الإيرادات الحكومية من خلال مدفوعات الفائدة.

وستقع الزيادات الضريبية في الأغلب على العمال الذين يتقاضون رواتب، والذين يشكلون جزءا صغيرا نسبيا من الاقتصاد الباكستاني غير الرسمي، بالإضافة إلى بعض شركات البيع بالتجزئة والتصدير، حسب الصحيفة.

وأشارت الموازنة إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد المتهربين من ضريبة الدخل، بما في ذلك فرض قيود على الهواتف المحمولة والوصول إلى الغاز والكهرباء والقدرة على السفر إلى الخارج.

وقبل انضمامه إلى الحكومة عمل أورنغزيب 35 عاما في مجال الخدمات المصرفية الدولية، بما في ذلك بنك “إيه بين إن أمرو”، و”سيتي غروب”، ومؤخرا بنك “جي بي مورغان”، وعاد إلى باكستان عام 2018 ليتولى منصب الرئيس التنفيذي لبنك حبيب أكبر بنك في البلاد.

وثمة دلائل على أن الاقتصاد الباكستاني يمر بمرحلة صعبة، على الأقل في المدى القصير، وفق الصحيفة.

وكان التضخم -الذي وصل إلى 38% في مايو/أيار 2023- تراجع إلى نحو 12.6% الشهر الماضي، في حين أصبحت احتياطيات النقد الأجنبي -التي انخفضت في فبراير/شباط 2023 إلى أقل من 3 مليارات دولار (أقل من واردات 3 أسابيع)- أعلى من 9 مليارات دولار، وقد انكمش الاقتصاد العام الماضي لكنه عاد إلى تحقيق نمو متواضع.

وقال أورنغزيب “اتجاه السفر إيجابي، والمستثمرون يظهرون ثقة في سوق الأسهم”، في إشارة إلى مؤشر “كيه إس إي 100” الذي يعد أحد أفضل المؤشرات أداء في آسيا حتى الآن، وفق الصحيفة.

وأضاف أنه مع ذلك تواجه الحكومة تحديا كبيرا في وضع باكستان على طريق النمو على المدى الطويل والقدرة على تحمل الديون.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.