باكستان: برنامج لتعليم لغة الإشارة لطلاب صم يمهد لإعادة دمجهم في المجتمع

0 155

في مجتمع يهمش الصم لعدم قدرتهم على التواصل، أعاد برنامج “ديف ريتش” (Deaf Reach) الأمل لأكثر من 200 تلميذ في مدينة لاهور شرق باكستان، أتاح لهم تعلم لغة الإشارة كي يتمكنوا من التحصيل العلمي وإجاد عمل والتواصل مع الأخرين.

ويتعلم التلاميذ كل دروسهم بلغة الإشارة بالإنكليزية والأوردية، كما يقوم برنامج “ديف ريتش” بتعليم ذويهم أيضا لضمان أن لا يشعروا بالتهميش في منازلهم ويصبح لهم حياة اجتماعية داخل وخارج المنزل.

ووفقا للأرقام الرسمية، هناك نحو مليون باكستاني في سن الدراسة، لا يذهب أقل من 5% فقط إلى المدرسة في غياب أي لغة للتعبير عن أنفسهم، ما يعرضهم لعدم التحصيل في الصفوف الدراسية وتهميشهم، مع العلم تلك النسبة أكثر انخفاضا بالنسبة للفتيات الصم.

وتقول إحدى الفتيات الصم المشمولة في برنامج ديف ريتش إنها “سعيدة جدا هنا. لدي أصدقاء، نتواصل معا ونمزح ونتشارك قصصنا وندعم بعضنا. من الجيد أن نكون قادرين على التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا”.

والعديد من المدرسين في مدرسة الصم هم صم أيضا، ويعلمون الصغار بالاستعانة بمواد مرئية وإشارات تربط كلمة بإشارة ما، فأصبح تفاعل التلاميذ أكثر في الصفوف حيث يشيرون بإبهامهم إلى الأسفل عندما تكون إجابته خاطئة، بينما يقومون بإشارة التصفيق التي تتمثل في دوران الأيادي حول نفسها، عند الإفادة بإجابة صحيحة.

ويشير اتحاد الصم العالمي إلى أن 80% من 70 مليون أصم في العالم لا يحصلون على التعليم، وفي باكستان التي تصل نسبة الأمية فيها إلى نحو 40%، يتاح التعليم للصم بشكل محدود، بسبب عزوف الصم عن المدارس العادية، التي قد يتعرض هؤلاء للتنمر والمضايقة وسرعان ما يصابون بالإحباط.

ويشمل برنامج ديف ريتش على تدريب مهني كي يتسنى للفتيان والفتيان من الصم ليس فقط على تعلم التواصل والكتابة بالاحتراف مهنة تأهلهم لدخول سوق العمل وتحقيق اكتفاء ذاتي في المجتمع.

ونجح البرنامج الذي يغطي الرسوم الدراسية بالكامل لـ98% تلميذا بينما يدفع الآخرون تكاليفه بحسب إمكاناتهم، في إيجاد فرص عمل لأكثر من ألفي شخص أصم في نحو خمسين شركة.

وغالبية التلاميذ متحدرون من عائلات لا تاريخ لها مع المشاكل السمعية، وقد سهلت لغة الإشارة التي يعلمها برنامج ديف ريتش للآباء أيضا، عملية التواصل بين الصم وأفراد عائلاتهم، ما عزز الروابط الأسرية بينهم، بحسب إحدى الأمهات التي قالت لوكالة فرانس بريس “كنت أعجز عن فهمه، كان يضرب رأسه بالحائط والأرض”.

وحاليا، يتعلم بفضل ديف ريتش الذي وضع عام 1998 نحو ألفي تلميذ في ثماني مدارس، ويستخدم البرنامج التكنولوجيا على نطاق واسع ويقدم قاموسا عبر الإنترنت وتطبيقا هاتفيا.

ويقول مدير العمليات في المؤسسة التي وضعت برنامج “ديف ريتش” دانيال مارك لانثير “شهدنا على مر السنين تغيرا كبيرا في العقلية” مضيفا “في السابق، لم يكن الناس يظهرون أبناءهم الصم إلى العلن لخجلهم من وضعهم، كما لو أن الصمم علامة على العار. أما الآن، فباتوا منفتحين ويطالبون بتعليمهم وتوفير فرص عمل لهم”.

ويعتزم برنامج ديف ريتش نشر مرافق تعليمية أصغر، “لينتشر تعليم الصم في مختلف أنحاء البلاد” على قول لانثير، الذي تابع “في ظل عدم إتاحة التعليم لمليون طفل أصم، باتت المسألة تمثل تحديا كبيرا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.