العدوان على غزة لن يغير خارطة الشرق الأوسط.. المقاومة بالمرصاد

0 28

استخدمت الولايات المتحدة يوم الأربعاء، حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يفرض عليه الكيان الاسرائيلي حصارا ويمنع عنه الماء والكهرباء والمواد الطبية منذ أكثر من 11 يوما.

-مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون اعرب عن صدمة بلاده من استخدام امريكا الفيتو ضد المشروع، وقال: “يجب أن نقول إننا نشعر بالصدمة. فمن الصعب تصديق ذلك”.

-الصدمة التي اعرب عنها المندوب الصيني، وعدم فهمه السلوك الامريكي، له ما يبرره، فامريكا رفضت قبل ذلك المشروع الروسي الذي دعا الى هدنة انسانية وتقديم المساعدات لاهالي غزة، بذريعة ان القرار لم يوجه ادانة لحركة المقاومة الاسلامية حماس، بينما المشروع الذي تقدمت به البرازيل، تضمن تنديدا بجميع “أعمال العنف والأعمال القتالية والإرهابية ضد المدنيين”، ويدعو للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع “الرهائن” الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

-من الواضح، كما قلنا في اكثر من مكان، ان من يدير المعركة في غزة هي امريكا، وهي المسؤول المباشر عن حرمان اهالي غزة من مقومات الحياة، وهي المسؤولة عن قتل نحو 3500 انسان اغلبهم من الاطفال والنساء، حيث قتل في اليوم الـ11 من العدوان، 700 فلسطيني.

-اللافت ان الغطاء الذي توفره امريكا للكيان الاسرائيلي، والجسر الجوي الذي اقامته مع هذا الكيان لنقل العتاد والذخيرة، وارسالها حاملات الطائرات والاف الجنود، هو الذي شجع ومازال يشجع هذا الكيان على الايغال في جرائمه التي يهدف من خلالها تهجير اهالي القطاع، وهو هدف امريكي بالدرجة الاولى، فلو لم يكن الامر كذلك، لسمحت امريكا بتمرير القرار ومد القطاع ببعض اسباب الحياة التي اوشكت ان تتوقف هناك.

-كل الاداء الامريكي، وخاصة زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى الكيان الاسرائيلي، كلها تشير الى وجود مخطط امريكي خطير يتم تنفيذه ضد القضية الفلسطينية والمنطقة، وهذا المخطط هو الذي جعل امريكا تتبنى بهذا الشكل المخزي، كل الاكاذيب الاسرائيلية ازاء ما يحصل في غزة، فهي عندما تستخدم الفيتو ضد قرار يدعو الى ادخال المساعدات الانسانية الى غزة، بعد أقل من 24 ساعة من المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني بقطاع غزة، وفي وقت تصاعدت فيه التحذيرات على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي من كارثة إنسانية في غزة، كل ذلك يؤكد على ان الامريكيين مازالوا يعتقدون بامكانية نجاح مخططهم في تهجير اهالي غزة.

-بامكان امريكا ان تخطط، كما انه بامكان الكيان الاسرائيلي، ان يعمل على تنفيذ هذا المخطط، ولكن المهم هل سيُكتب لهذا المخطط النجاح؟، وللجواب على هذا السؤال، علينا ان نعود الى الوراء قليلا، وبالتحديد الى عام 2006 خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، حيث كانت امريكا ترفض كل الدعوات لوقف الحرب على لبنان، وكانت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس تتبجح امام العالم، بان هذه الحرب هي مخاض لولادة شرق اوسط جديد، يكون فيه السيادة المطلقة لـ”اسرائيل”، ولكن المقاومة الاسلامية في لبنان والمتمثلة بحزب الله، نجحت في قبر هذا المخطط، وجعلت امريكا وربيبتها “اسرائيل” تتوسلان وقف اطلاق النار، وهذا المصير هو الذي ينتظر المخطط الامريكي الحالي.. وان غدا لناظره لقريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.