القوات الجوية الملكية المغربية تشارك في تدريبات متعددة الجنسيات بباكستان
شاركت القوات الجوية الملكية المغربية، إلى جانب سلاح الجو لكل من الإمارات والسعودية والصين وقطر وتركيا ودول أخرى، في التدريبات متعدد الجنسيات “Indus Shield-2023″، التي نظمتها القوات الجوية الباكستانية وانطلقت في إحدى القواعد العسكرية الجوية قرب العاصمة إسلام أباد، أمس الاثنين، حسب ما أكده بيان للمتحدث باسم القوات الجوية الباكستانية.
ونقل المصدر عينه عن قائد القوات الجوية بالقيادة الجوية المركزية الباكستانية، نائب المارشال الجوي طارق محمود غازي، قوله في كلمة أمام المشاركين في هذه التدريبات، إن “هذا التمرين سيكون بمثابة خطوة مهمة إلى الأمام لتعزيز العلاقات الأخوية بين القوات الجوية الرائدة في المنطقة”، مسجلا أن من شأن تنظيم هكذا تمارين “زيادة الشراكة القائمة بين الحلفاء الرئيسيين وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات الجوية للدول المشاركة”.
تعليقا على مشاركة المغرب في هذه التدريبات، قال هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، إن “الانخراط المغربي في العديد من المناورات البحرية والجوية والبرية يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية للقوات المسلحة الملكية في الاستمرار في تحيين قدراتها الدفاعية والعملياتية لتساير التحديات العسكرية ولزيادة قدرتها التنافسية على المستويين المهني والتقني”.
وأضاف معتضد أن “اختيار المشاركة في أي مناورات مبني على عوامل عدة، منها الانسجام العسكري والتشابه الجغرافي والاهتمام التقني بالمعدات العسكرية المستعملة خلال المناورات، بالإضافة إلى عامل الطقس وزمن التداريب والخبراء الساهرين على تأطير هذه المناورات”.
ولفت المتحدث عينه إلى أن “القوات المسلحة الملكية لها أهداف استراتيجية مبرمجة يجب عليها تحقيقها سنويًا بخصوص مشاركتها في المناورات التي يتم التأشير عليها من طرف الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، والتي تستجيب لتطلعات مختلف الفرق البحرية والجوية والبرية”.
وأشار إلى أن “تطور الفكر العسكري المغربي وتحديث آلياته الدفاعية، بالإضافة إلى التحولات الجيو-سياسية والتطورات الجيو-استراتيجية التي يشهدها الفضاء المغربي، كلها عوامل أثرت بشكل مباشر على الاختيارات التي تعتمدها القوات المسلحة الملكية المغربية بشأن نوع المناورات التي تريد خوضها من أجل تحقيق أهداف دقيقة ومعينة تندرج ضمن رؤيتها الاستعدادية”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “هذا الانفتاح على العديد من المناورات في مختلف بقاع العالم والانخراط المتزايد إلى جانب عدد كبير من الجيوش العالمية، يبرهن على الخيار الاستراتيجي الذي يتبناه المغرب سياسيا في تنويع شركائه وعزمه على الذهاب بعيداً في رؤيته الدولية التي تحترم توجهاته السياسية لتعزيز قيم السلم والسلام في فضائه الإقليمي ومنطقته القارية والمتوسطية”.