احتجاجات باكستان ضد ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء يهدد بعرقلة صفقة صندوق النقد
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن احتجاجات باكستان ضد ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، تهدد بعرقلة صفقة صندوق النقد الدولي وتدفع البلاد مرة أخرى نحو الإفلاس.
وقال التقرير: آثار ارتفاع تكاليف الكهرباء في باكستان احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وسط موجة من الغضب الشعبي الذي يهدد بعرقلة برنامج صندوق النقد الدولي الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار في البلاد التي تعاني من الأزمة.
وتجنبت باكستان التخلف عن سداد الديون بفارق ضئيل في يونيو الماضي، بعد الحصول على قرض من الصندوق جاء بشروط صارمة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية، بما في ذلك خفض دعم الطاقة وفرض الضرائب للحد من الخسائر الفادحة في قطاع الطاقة.
وتسببت هذه الإجراءات، بالإضافة إلى ضعف الروبية الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة واردات الوقود اللازمة لتوليد الطاقة، في تضاعف فواتير الكهرباء للمستهلكين في يوليو الماضي.
وزادت الاحتجاجات التي تلت ذلك، والتي قام فيها السكان الغاضبون في جميع أنحاء البلاد بإحراق فواتيرهم علنًا، من الضغوط المتزايدة على الحكومة المؤقتة لرئيس الوزراء أنور الحق كاكار لاتخاذ إجراءات، لكن المراقبين حذروا من أن أي نوع من التخفيف يمكن أن ينتهك شروط صفقة صندوق النقد الدولي ويدفع البلاد مرة أخرى نحو الإفلاس.
وقال مسؤول حكومي كبير لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن خفض تعريفة الكهرباء “سيثير على الفور أزمة جديدة مع صندوق النقد الدولي”، مما قد يؤدي إلى تعليق قرض الصندوق وتعريض باكستان لخطر التخلف عن سداد مدفوعاتها الأجنبية.
وقال محللون، إن الأزمة كانت تتويجا لسنوات من سوء إدارة نظام الطاقة في باكستان، الذي يفرض أسعارا منخفضة بشكل مزمن على الكهرباء، كما قدروا أن ما يصل إلى 30% من الطاقة المرسلة عبر الشبكة الوطنية فُقدت قبل أن تصل إلى المستهلكين بسبب سوء الصيانة والسحب.
وتدرس حكومة كاكار بدائل بما في ذلك السماح للمستهلكين بتأجيل المدفوعات، على أمل أن ينخفض الاستهلاك وأسعار الفواتير مع انخفاض درجات الحرارة المرتفعة قبل فصل الشتاء.
وقال برويز طاهر، كبير الاقتصاديين السابق بلجنة التخطيط الوطني، إنه يتعين على الحكومة إعادة توجيه بعض الإنفاق التنموي من الميزانية السنوية لتخفيف عبء المستهلكين. وأضاف: “وإلا فإن هذه الأزمة سوف تتفاقم”.
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية هزت باكستان بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية، حيث تظاهر الآلاف ضد ارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين خلال الأسبوع الماضي، وتوجه الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المدينة وأضرموا النار في فواتير الكهرباء، لتتحول التظاهرات لأعمال عنف وشغب.