قادة أوروبا وأميركا اللاتينية في بروكسل لتعزيز العلاقات بعد خلافات جوهرية

0 77

يجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يومي الاثنين والثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل لمحاولة تعزيز علاقاتهم، رغم الخلافات بينهم على خلفية الحرب في أوكرانيا خصوصاً.

هذه هي القمة الثالثة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك). ويعود تاريخ آخر قمة إلى العام 2015، ويحاول كلا الجانبين تعويض الوقت الضائع في وقت لا يخلو التقارب من الصعوبات.

وظهرت الخلافات منذ بدء المفاوضات المتعلقة بإصدار إعلان مشترك، ولا سيما بسبب رغبة الأوروبيين في ذكر الحرب الروسية الأوكرانية.

ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي ضد موسكو، لكن الدول الـ33 في مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي ليس لديها موقف مشترك حيال هذه القضية، ولا تريد أن يهيمن هذا الموضوع على المناقشات.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن “هدفنا (…) هو أن تدعم كل دول المنطقة أوكرانيا وتقدم الدعم لكييف على الأقل في تصريحاتها، للإشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي تُواجهها البلاد”.

وطلبت بعض بلدان مجموعة “سيلاك” أن يذكر الإعلان الختامي مسألة التعويضات المتعلقة بتجارة الرقيق.

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية المكسيكية أليسيا بارسينا، التي ستمثل بلادها في بروكسل، إن القمة “لن تكون سهلة”،ـ وذكرت قراراً أصدره في الآونة الأخيرة البرلمان الأوروبي يدين فيه وضع حقوق الإنسان في كوبا.

وتوصف علاقات الاتحاد الأوروبي بأنها متوترة بشكل خاص مع نظام رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا منذ تظاهرات العام 2018، وكذلك مع فنزويلا، منذ إعادة انتخاب الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

الليثيوم
تجارياً، سيجري خلال القمة البحث في مسألة اتفاقية التجارة الحرة مع ميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي)، حتى لو لم يكن هناك اختراق متوقع في هذه المناسبة.

وتم التوصل إلى هذه الاتفاقية عام 2019 بعد أكثر من 20 عاماً من المفاوضات المعقدة، لكن لم يتم التصديق عليها بسبب مخاوف أوروبية متعلقة بالسياسات البيئية للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (2019-2022).

وساهمت عودة لولا إلى السلطة إلى إحياء المناقشات التي لا تزال صعبة، وتأمل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التصديق عليها بحلول نهاية العام.

وقبيل هذه القمة، أجرت المسؤولة الألمانية، فون دير لايين، جولة في المنطقة في منتصف حزيران/يونيو الفائت، شملت البرازيل والأرجنتين وتشيلي والمكسيك، وأعلنت تعزيز الاستثمارات الأوروبية من خلال استراتيجية “البوابة العالمية” الهادفة إلى مواجهة تأثير برنامج “طريق الحرير الجديدة” الصيني.

وأعلنت فون دير لايين توقيع مذكرة تفاهم مع الأرجنتين بشأن المواد الخام الأساسية، ولا سيما الليثيوم الضروري لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وهو المعدن الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي أساسياً في استراتيجيتة بالحدّ من انبعاثات الكربون.

وتعد الأرجنتين واحدة من المنتجين العالميين الرئيسيين لهذا الخام، وتشكل مع بوليفيا وتشيلي “مثلث الليثيوم”، مع ما يقارب 56% من الاحتياطيات العالمية.

كذلك، من المقرر توقيع مذكرة تفاهم غداً الثلاثاء مع تشيلي بحضور الرئيس غابرييل بوريك.

من جهتها، أعلنت بوليفيا في نهاية حزيران/يونيو الفائت أن الصين وروسيا ستستثمران 1.4 مليار دولار لفتح منجمين للّيثيوم في البلاد.

بالتوازي مع هذا الاجتماع الذي يضم حوالى 60 رئيس دولة وحكومة، تُعقَد قمة الشعب في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء بمشاركة قرابة 100حركة وحزب وجمعية يسارية من كلا جانبي المحيط الأطلسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.