الخارجية الصينية ردّاً على واشنطن: سنستمع إلى أقوالكم وسنراقب أفعالكم
ردّت الصين، اليوم الجمعة، على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأنّ الولايات المتحدة لا تطلب من السعودية أن تختار بين إقامة علاقات معها أو بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في إفادة صحافية: “لقد أخذنا علماً بكلمات بلينكن، ونأمل أن تعمل البعثات الدبلوماسية الأميركية في جميع أنحاء العالم وفقاً لهذا الالتزام الذي قطعه بشأن “عدم مطالبة أي شخص بالاختيار بين الولايات المتحدة والصين”.
وعبّر وينبين عن أمله بأن تكون أميركا “منفتحة حقاً” بشأن العلاقات المتنامية بين الدول الأخرى مع الصين، والتوقف عن توجيه الضربات إلى شركة “هواوي” والشركات الصينية الأخرى،وكذلك عن إجبار الحلفاء على تقييد صادرات الرقائق إلى الصين، وإجبار الدول الأخرى على الابتعاد عن التعاون مع الصين، والتوقف عن نشر معلومات مضلّلة عن الصين، مثل قصة “فخ الديون”.
وختم وينبين ردّه قائلاً: “لقد كتب الرئيس الأميركي السابق، جورج واشنطن، ذات مرة: “إنّ الأفعال وليس الأقوال هي المعيار الحقيقي لتعلق الأصدقاء”، مضيفاً أنّ الصين “ستستمع إلى ما تقوله أميركا، لكنّ الأهم من ذلك أنّها ستراقب ما تفعله”.
وكان بلينكن، قد أعلن، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، إنّ الولايات المتحدة “لم تطلب من أي دولة في المنطقة الاختيار بين علاقاتها بواشنطن أو بكين”.
ووصل بلينكن، الثلاثاء الماضي، إلى السعودية، في زيارة استمرت 3 أيام، بهدف تحسين العلاقات المتوترة مع المملكة الغنية بالنفط.
بدوره، قال بن فرحان، إنّ “الصين شريك مهم للسعودية والشرق الأوسط، لافتاً إلى وجود “مؤشرات على تعزيز التعاون معها في المستقبل”.
وفي السياق، ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ المؤشرات تُبيّن أنّ عقود الدفاع والطيران الرئيسية، وتحذير الولايات المتحدة من تحركات الصين نحو الشرق الأوسط، أصبحت الآن أكثر أهمية وإلحاحاً من استمرار الخلاف مع الرياض.
وأشارت إلى أنّ المخاوف الأميركية بشأن مشاركة الصين في البرنامج النووي للمملكة، الخاص برؤية “2030” الاقتصادية، يمكن أن تدفع واشنطن إلى إيجاد حلٍ وسط مع الرياض.
وكانت السعودية قد وقعت مع الصين، في كانون الأوّل/ديسمبر 2022، اتفاقيات استثمار بقيمة 50 مليار دولار، خلال القمة الصينية – السعودية، التي عقدت في الرياض، وذلك تزامناً مع الزيارة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية، لحضور أوّل قمة صينية عربية.
وتأتي زيارة بلينكن للسعودية بالتزامن مع إعادة فتح السفارة الإيرانية لدى الرياض، وبدء أعمالها بشكل رسمي، بعد مرور 8 سنوات على قطع العلاقات الثنائية بين البلدين.