سؤال المُستقبل يُقلق الباكستانيين

0 91

أثارت أحداث هجمات 9 أيار/ مايو الآخيرة على المنشآت العسكرية في باكستان الكثيرين للسؤال من جديد عن مستقبل الدولة .

فصحيفة عريقة كــ صحيفة “داون” (Dawn) الباكستانية حذرت في افتتاحية لها من أن دولة باكستان أصبحت على مفترق طرق، مُعتبرة إنه ولأول مرة في التاريخ الحديث لباكستان يبدو أن الأمة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من  حرب أهلية خطيرة.

يخشى المراقبون في إسلام آباد من إزدياد نسبة الغضب والإحباط بين مختلف صفوف الشعب الباكستاني، ما قد يُشعل فتيل أزمة داخلية لها أول وليس لها آخر .

والدولة الباكستانية تقف عاجزة عن تقديم الحلول ، فيما الأحزاب السياسية ليست بوارد التنازل مُطلقاً لأي ظرفٍ كان، وهذا ما أثبتته المُناكفات الأخيرة بين مُختلف الأطراف المُتصارعة على السُلطة في البلاد، وطريقة التعاطي مع الأزمة.

هذا وسبق أن وصفت صحيفة “التايمز” (The Times ) البريطانية في إفتتاحية لها الوضع في باكستان بالمُترنح.

ولفتت الصحيفة إلى أن ارتفاع التضخم والأزمة المالية التي تُعاني منها باكستان ساهمت بشكل إضافي في تأجيج تبعات الأزمة السياسية بين عمران خان وتحالف حكومة شهباز شريف.

يرى البعض أن باكستان على وشك أن تصبح دولة فاشلة، فباكستان مثلها مثل معظم دول آسيا تواجه ارتفاعات هائلة في أسعار المواد الغذائية الرئيسة، وتكاليف الطاقة، ولديها أحد أكثر أنظمة التعليم ضعفا في العالم، ما ترك الكثير من الأميين عاجزين عن إيجاد وظائف والدولة ليس لديها برنامج عمل وفق سياسات مُحددة لجذب الاستثمار الخارجي وخلق فرص العمل.

لكن ذلك كُله ليس كافٍ لإعتبار باكستان دولة فاشلة، ومن الباكر جداً الحُكم على الدولة الباكستانية بالفشل.

حيث يرى خبراء أن فشل الحكومات الباكستانية شيء، وفشل باكستان الدولة شيء آخر. بمعنى أن فشل أي من الحكومات الباكستانية المتعاقبة لا يُعبر عن فشل الدولة الباكستانية التي ما تزال تنعم بكامل مقومات الدولة، كان أن لديها جيش من أقوى جيوش المنطقة، ولا تزال مقومات النهوض الإقتصادي متوفرة، لكنها بحاجة الى الاستغلال أكثر، وبالتأكيد لا تخفى أهمية باكستان الجيوسياسية، التي تجعل فشل باكستان مُستحيلاً، وهذا أمرٌ لا يقبله حلفاء باكستان، بسبب دورها الهام والحيوي في المنطقة.

في الخُلاصة ، تعيش باكستان مجموعة أزمات سياسية و إقتصادية و إجتماعية تُهدد مُستقبل هذا البلد الكبير، وما لم تسارع الأطراف الحاكمة ودوائر القرار لإصلاح الأمور، فإن سيناريوهات معتمة كسيناريو الحرب الأهلية لن يكون مستبعداً ، وبالنظر الى أهمية باكستان على الساحة الإقليمية والدولية فإن البلاد النووية، لا تزال محل اهتمام للعديد من القوى الدولية بما فيها الصين والولايات المتحدة، وهذا كفيل بأن يؤمن لاسلام اباد الدعم الدولي الكافي للاستمرار، كما حصل في أوقات الشراكة مع الولايات المتحدة.

 

سلمان علي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.