«طالبان باكستان» تشترط سحب جميع قوات الجيش من المناطق الحدودية الباكستانية – الأفغانية

0 417

طالبت حركة «طالبان الباكستانية» الحكومة في إطار محادثات السلام الدائرة في كابول بسحب جميع قوات الجيش من المناطق الحدودية الباكستانية – الأفغانية على نحو دائم. وتتألف المناطق الحدودية الباكستانية – الأفغانية التي كانت تُعرف فيما مضى بالمناطق القبلية، من إقليم خيبر بوختونخوا الباكستاني ويجري في الوقت الحاضر تطبيق القانون الجنائي الباكستاني العادي فيها.
في السابق، كانت هذه المناطق تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية الباكستانية، وكان القانون الجنائي البريطاني القديم يجري تطبيقه بها هناك. من جهتها، ألغت الحكومة الباكستانية القوانين المنتمية للحقبة الاستعمارية البريطانية، في محاولة لتحديث النظام وأخضعت المنطقة لإدارة إقليمية. من ناحيتها، تطالب حركة «طالبان» الآن بإعادة النظام القديم، حسب بيان إعلامي أصدرته الحركة.
ويُجري ممثلو الحكومة الباكستانية محادثات مع قادة حركة «طالبان باكستان» في كابل في الوقت الحاضر. ويشارك في المحادثات زعماء القبائل من المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، في الوقت الذي تولت حركة «طالبان» الأفغانية تنظيم المحادثات.
ومن غير المحتمل أن تقبل باكستان أياً من المطلبين اللذين تقدمت بهما «طالبان»، فيما يخص انسحاب الجيش واستعادة النظام القديم. المعروف أن قوات الجيش الباكستاني تنتشر في المنطقة منذ عام 2004 ولعبت دوراً حاسماً في كسر شوكة التشدد والتطرف بالمنطقة.
وبالمثل، أدخلت الحكومة الباكستانية تعديلاً على الدستور لجعل المناطق القبلية جزءاً من إقليم خيبر بوختونخوا. ومن غير المحتمل أن تُلغي هذا التعديل الدستوري الآن.
علاوة على ذلك، طرحت «طالبان» خلال المحادثات مع الحكومة الباكستانية طلباً للإفراج عن عالم الأحياء الباكستاني الدكتور عافية صديق الذي يقبع في السجون الأميركية بتهمة الإرهاب.
يذكر أن الحكومة الباكستانية وعدد من الأحزاب السياسية بذلت محاولات كثيرة في الماضي لتأمين الإفراج عن عافية صديق، لكن باءت جميعها بالفشل.
وأفاد بعض الخبراء بأن المحادثات مع «طالبان» لم تحقق أي شيء، خصوصاً أنه من غير المحتمل أن تمدد «طالبان» وقف إطلاق النار لأجل غير مسمى. وقال أحد الخبراء أن الشيء الجيد الوحيد في هذه المحادثات هو وقف إطلاق النار السائد الذي قررت «طالبان» تمديده حتى 30 مايو (أيار).
تجدر الإشارة هنا إلى أنه يمثل الجانب الباكستاني في المحادثات الجنرال فايز حميد، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية. وبناءً على إصرار من الحكومة الباكستانية، جرى إشراك شيوخ القبائل من المناطق الحدودية الأفغانية – الباكستانية في المحادثات، التي يتولى تنظيمها وزير داخلية «طالبان» الأفغانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.