رئيس الوزراء الباكستاني: باكستان ليست مسؤولة عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان
صرح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال مقابلته مع وسائل اعلامية أن بعض العناصر في الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف باكستان بشكل غير عادل لما حدث داخل أفغانستان.
و بالحديث عن المباحثات الجارية في الكونغرس الأمريكي حالياً قال خان بأن الولايات المتحدة الامريكية قد صدمت وارتبكت بعد انسحاب قواتها وسيطرة حركة طالبان الافغانية على كابل.
مضيفاً بأن الأمريكيين يبحثون عن كبش فداء ويستهدفون باكستان بسبب ارتباكهم وهذا غير عادل.
وأضاف عمران خان بأنه إذا فشلت حركة طالبان الأفغانية فسيكون الشعب الأفغاني هم أكبر الخاسرين، ويجب على الحركة أن تبذل قصارى جهدها لرفع المستوى المعيشي والحل للمشاكل التي تواجها الشعب الأفغاني.
وحذر من انه اذا لم يقم المجتمع الدولي بمساعدة الشعب الأفغاني الذي بقي على قيد الحياة على 70% من المساعدات الخارجية فسيكون هناك خطر أكبر من الانهيار والفوضى والأزمات الإنسانية، فستكون باكستان اكثر الدول تضرراً لو حدثت فوضى.
وحول الاعتراف بحكومة حركة طالبان الأفغانية قال خان بأن الحكومة الباكستانية تجرى مشاورات مع جميع الدول المجاورة مضيفاً بأنه يتعين على الولايات المتحدة الاعتراف بالواقع الجديد عاجلاً أم اجلاً في أفغانستان.
وفي معرض رده على السؤال الآخر قال عمران خان بأنه ليس من الممكن السيطرة على الشعب الأفغاني من الخارج كما حاولت الولايات المتحدة حيث الشعب الأفغاني قاوم دائما للقوات الأجنبية.
ودعا عمران خان الى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان لتعزيز الوحدة الوطنية وخلق استقرار طويل الاجل فى البلاد التى مزقتها الحرب.
وأشار إلى أن أفغانستان تمر من مرحلة تاريخية حالياً إما أن تتحرك نحو الاستقرار بعد الحروب التي طالت أربعة عقود أو أن تسير في اتجاه خاطئ والفوضى والأزمات الإنسانية واللاجئين الضخمة والتي ستؤثر على جميع جيران أفغانستان.
وحدد خان ما وصفها بأهم نقطة قائلا: “من الواضح أن أهم نقطة في ذلك أن تكون حكومة طالبان شاملة، لأن أفغانستان بلد متنوع، وعنصر باشتون هو نصف أفغانستان، وهناك الطاجيك وغيرهم، ولذلك يجب أن تشكل طالبان حكومة شاملة تعمل على توحيد أفغانستان، وهذا موقفنا، وهو ما ناقشناه طوال هذه الفترة مع أصدقائنا ومع جيران أفغانستان”.
وفي معرض رده على السؤال حول العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية قال خان بأن البلدين على اتصال دائم مع بعضهما البعض.
وأضاف خان بأن حركة طالبان باكستان بدأت الهجمات الإرهابية في أنحاء باكستان عندما قررت الحكومة الباكستانية أن تقف مع أمريكا في حربها على أفغانستان مضيفاً بأن الحرب ليست حل لأية مشكلة مشيراً إلى أن باكستان تكبدت خسائر مالية وجسدية ضخمة في هذه الحرب، ورفض عمران خان الادعاءات بأن باكستان ساعدت طالبان في الاستيلاء على أفغانستان.
كما أعرب رئيس الوزراء عن مخاوفه من أن يتمكن أعضاء حركة طالبان وحتى داعش من العبور إلى باكستان والانضمام إلى الشعب الأفغاني العادي عند نقاط الحدود، مؤكداً بأن الحكومة الباكستانية ستتغلب عليهم.
وفي معرض رده على السؤال الأخر كشف عمران خان عن إجراء حكومته مباحثات مع حركة طالبان باكستان الإرهابية المحظورة عبر طالبان أفغان وذلك لتحقيق السلام والمصالحة، وصرح أننا نجري مباحثات مع بعض فصائل حركة طالبان الباكستانية حتى نسامحهم وأنهم يصبحون مواطنين عاديين، وقال عمران خان أن المباحثات تجري في أفغانستان، وأضاف: “ربما لا نتوصل إلى نوع من نتيجة لكننا نجري مباحثات”.